ورب غير غضبان، اخرجي فنعم ما قدمت، فتخرج كأطيب رائحة مسك وجدها أحدكم بأنفه، وعلى أرجاء السماء ملائكة يقولون: سبحان الله! لقد جاء من الأرض اليوم ريح طيبة، فلا يمر بباب إلا فتح له، ولا ملك إلا صلى عليه وشفع، حتى يؤتى به ربه (فتسجد الملائكة قبله، ثم يقولون: ربنا، هذا عبدك فلان، توفي وأنت أعلم به، فيقول: مروه بالسجود، فتسجد النسمة، ثم يدعى ميكائيل فيقال: اجعل هذه النسمة مع أنفس المؤمنين، حتى أسألك عنها يوم القيامة، فيؤمر بقبره، فيوسع له، طوله سبعون، وعرضه سبعون، وينبذ فيه الريحان، ويبسط له فيه الحرير، وإن كان معه شيء من القرآن نوره، والا جعل له مثل نور الشمس، ثم يفتح له باب إلى الجنة، فينظر إلى مقعده من الجنة، بكرة وعشيا.
وإذا توفى الله العبد الكافر، أرسل إليه ملكين وأرسل إليه بقطعة بجاد ١ أنتن من كل نتن، وأخشن من كل خشن، فقالا: أيتها النفس الخبيثة، اخرجي إلى جهنم وعذاب أليم ورب عليك ساخط، اخرجي، فساء ما قدمت، فتخرج كأنتن جيفة وجدها أحدكم بأنفه قط، وعلى أرجاء السماء ملائكة يقولون: سبحان الله! لقد جاء من الأرض جيفة ونسمة خبيثة، لا يفتح لها باب السماء، فيؤمر بجسده، فيضيق عليه في القبر، ويملأ حيات مثل أعناق البخت تأكل لحمه، فلا تدع من عظامه شيئا، ثم يرسل الله ملائكة صما عميا، معهم فطاطيس ٢ من حديد، لا يبصرونه
_________
١ هو الكساء الغليظ.
٢ قطع ثقيلة منفرشة.
1 / 8