حتى طلقها؟ فوالله إن كان بها لمعجبا، فيقولون: ما فعل فلان؟ فيقول: مات قبلي بزمان، فيقولون: هلك والله ما سمعنا له بذكر، إن لله طريقين أحدهما علينا والآخر مخالف به عنا، فإذا أراد الله بعبد خيرا، مر به علينا، فعرفنا متى مات، وإذا أراد الله بعبد شرا، خولف به عنا فلم نسمع له بذكر" الحديث.
وأخرج ابن منده من طريق عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن حسان ابن جبلة قال: بلغني أن رسول الله ﷺ قال: "إن الشهيد إذا استشهد أنزل الله جسدا كأحسن جسد كان، فيقال لروحه: ادخلي فيه، فينظر إلى جسده الأول ما يفعل به، ويتكلم، فيظن أنهم يسمعون كلامه، وينظر إليهم، فيظن أنهم يرونه، حتى تأتيه أزواجه - يعني من الحور العين - فيذهبن به ".
وعند البيهقي وغيره عن أبي سعيد في حديث الإسراء: "ثم صعدت إلى السماء الثانية، فإذا أنا بيحيى وعيسى، ومعهما نفر من قومهما، ثم صعدت إلى السماء الثالثة فإذا أنا بيوسف، ومعه نفر من قومه".
ثم ذكر مثله في الرابعة والخامسة والسادسة والسابعة فيها: "فإذا أنا بإبراهيم، ومعه نفر من قومه، فقيل لي: هذا مكانك ومكان أمتك، ثم تلا: ﴿إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا﴾ ١ وإذا أمتي شطران شطر عليهم ثياب بيض كأنها القراطيس، وشطر عليهم ثياب مدر" الحديث.
_________
١ سورة آل عمران آية: ٦٨.
1 / 58