أخبرنا يحيى بن عمر، قال: أخبرنا الحارث، قال: حدثنا ابن وهب، قال: قال مالك: الوفاء عندنا إذا أملا رأس الميزان، وأما الردم والزلزلة فلا أراه من الوفاء، ورأيت كأنه يكره ذلك .
وسمعت مالكا يسأل عن تطفيف المكيال في الويبات، وقال له صاحب السوق: إنهم يستوفون في الحوائط ويكتالون للناس هاهنا بكيل دون ذلك، فرأيت أن مسح رأس الويبة لا يبخس فيه أحد .
قال مالك: عليك أن تأمر الناس بالوفاء هنالك وهاهنا، فمن ظلم فنفسه ظلم .
وكره مالك مسح رأس الويبة ورآه تطفيفا وكرهه كراهة شديدة، وقال: أكره التطفيف، وقرأ هذه الآية مرتين: (( ويل للمطففين )) .
في الجبر ببيع التسعير
قال ابن وهب: وسمعت مالكا يسأل عن صاحب السوق، وأن يسعر في السوق، فيقول: إما بعتم بكذا وكذا، بأسعار يسميها لهم، وإما خرجتم من السوق .
فقال مالك: لا خير في هذا .
فقيل له: وإن الرجل يأتي بطعام وليس بجيد، وقد سعره بأرخص من الطيب، فيقول [ صاحب السوق ] للغير: إما بعتم مثله وإما خرجتم من السوق .
[ فقال مالك ]: ولا خير في ذلك، ولو أن رجلا أراد بذلك فسادا في السوق فحط من السعر رأيت أن يقال له: إما أن تلحق بالناس وإما أن تخرج من السوق، فأما أن يقال للناس كلهم: إما أن تبيعوا بكذا، وإما أن تخرجوا، فليس بصواب .
ثم ذكر حديثا عن عمر رضي الله عنه حين حط سعر الأيلة: أن خل بينهم وبين ذلك، فإنما السعر بيد الله .
Página 38