116

Ahkam al-Siyam

أحكام الصيام

Editor

محمد عبد القادر عطا

Editorial

دار الكتب العلمية

Año de publicación

1406 AH

Ubicación del editor

بيروت

فالصائم نهي عن الأكل والشرب لأن ذلك سبب التقوى. فترك الأكل والشرب الذي يولد الدم الكثير الذي يجري فيه الشيطان إنما يتولد من الغذاء لا عن حقنة ولا كحل، ولا ما يقطر في الذكر، ولا ما يداوى به المأمومة والجائفة، وهو متولد عما استنشق من الماء لأن الماء مما يتولد منه الدم فكان المنع منه من تمام الصوم.

فإذا كانت هذه المعاني وغيرها موجودة في الأصل الثابت بالنص والإجماع فدعواهم أن الشارع علق الحكم بما ذكروه من الأوصاف معارض بهذه الأوصاف، والمعارضة تبطل كل نوع من الأقيسة إن لم يتبين أن الوصف الذي ادعوه هو العلة دون هذا.

(الوجه الخامس) : أنه ثبت بالنص والإجماع منع الصائم من الأكل والشرب والمجاع، وقد ثبت عن النبي ﷺ أنه قال:

«إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم».

ولا ريب أن الدم يتولد من الطعام والشراب، وإذا أكل أو شرب اتسعت مجاري الشياطين.

ولهذا قال:

«فضيقوا مجاريه بالجوع».

وبعضهم يذكر هذا اللفظ مرفوعاً. ولهذا قال النبي ﷺ:

«إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين»(٢٢).

(٢٢) أخرجه: مسلم في صحيحه، حديث ١ من كتاب الصيام. والترمذي في سننه، الباب ١ من كتاب الصوم. والنسائي في سننه، الباب ٣، ٤، ٥ من كتاب الصيام. والدارمي في مسنده، الباب ٥٣ من كتاب الصوم. ومالك في الموطأ، حديث ٥٩ من كتاب الصيام. وأحمد في مسنده ٢/٢٩٢، ٣٥٧، ٣٧٨، ٣١٢/٤، ٤١١/٥.

116