378

أحكام القرآن لبكر بن العلاء - رسائل جامعية

أحكام القرآن لبكر بن العلاء - رسائل جامعية

Editor

رسالتا دكتوراة بقسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض

Géneros

قال القاضي ﵀: وفعل رسول الله ﷺ وإفطاره بالكديد وعُسْفان (^١) (^٢) وقد سافر ليومين خلوا من رمضان أولى أن يعمل به (^٣)؛

(^١) عسفان، بضم أوله، وسكون ثانيه، ثم فاء وآخره نون، قرية لبني المصطلق من خزاعة، من أعمال المدينة، ومن الكديد إلى عسفان ستة أميال. [معجم ما استعجم: ٣/ ٩٤٢، ٩٥٦، ومعجم البلدان: ٤/ ١٢١].
(^٢) ورد في بعض الروايات عن ابن عباس (حتى بلغ الكديد) وفي بعضها (حتى بلغ عسفان) وفي رواية جابر ... (حتى بلغ كراع الغميم)، ولا تعارض بينها. قال القاضي عياض بعد ذكره لهذه الروايات: الغميم: واد أمام عسفان بثمانية أميال، وهذا كله في سفر واحد في غزاة الفتح، سميت هذه المواضع في هذه الأحاديث لتقاربها، وإن كانت عسفان متباعدة شيئًا عن هذه المواضع، فكلها مضافة إليها ومن عملها، فاشتمل عليها اسمها، وقد يكون الجمع بين هذين أنه كُلم بعسفان بحال الناس ومشقة ذلك عليهم، وكان فطرهم بالكديد.
[انظر إكمال المعلم: ٤/ ٦٤].
(^٣) ما ذكره المؤلف أحد الأقوال المذكورة في تعيين وقت خروج رسول الله ﷺ لفتح مكة، وقد رواها الإمام أحمد في مسنده: ٣/ ٨٧، وقد صحح هذه الرواية ورجحها ابن حجر في الفتح: ٨/ ٦، وورد في صحيح مسلم: ٢/ ٧٨٦، ٧٨٧ من غير طريق عن أبي سعيد الخدري ﵁: لست عشرة، ولثمان عشرة، ولثنتي عشرة، ولسبع عشرة أو تسع عشرة.
قال القاضي عياض: والذي قاله أصحاب السير: أن خروج النبي ﷺ لغزو مكة كان لعشر خلون من رمضان، ودخوله مكة في تسع عشرة. [إكمال المعلم: ٤/ ٦٩]. =
قلت: ومع هذا الاختلاف بين هذه الروايات فإنها اتفقت جميعًا على صوم الرسول ﷺ شيئًا من رمضان، ثم سفره في رمضان، وفطره فيه، وهذا هو وجه الشاهد فيمن منع من شهد أول الشهر مقيمًا أن يفطر بعذر السفر.

1 / 378