ترجمة
أميرة علي عبد الصادق
الفصل الأول
باريس تحتفل
في السادس من يناير/كانون الثاني عام 1482 استيقظت مدينة باريس على قرع الأجراس. كان هناك احتفالان في ذلك اليوم: عيد الغطاس ومهرجان المهرجين. كان عيد الغطاس عطلة دينية، أما مهرجان المهرجين فكان للشعب؛ وهو احتفال سنوي يتوقع أن يستمتع ويمرح فيه الجميع. كان يتضمن ألعابا نارية، واحتفالا بشجرة مايو، ومسرحية بالقاعة الكبرى.
كان معظم رجال المدينة ذوي الشأن في طريقهم لمشاهدة المسرحية، واكتظت جميع الطرقات المؤدية إلى القاعة الكبرى بالناس الذين أخذوا يتحدثون ويضحكون أثناء سيرهم.
أدى الانتظار الطويل إلى حدة الجماهير، فصاروا يتذمرون بشأن كل شيء.
وكما الماء في فيضانه ازدادت أعداد الجماهير مع اندفاعهم حول الأعمدة ليملئوا كل زاوية وشق. جلس الناس على أعتاب النوافذ والتماثيل وعلى أي مكان يصلح للجلوس.
كسرت مجموعة من الطلاب زجاج إحدى النوافذ، وجلسوا بجرأة على عتبتها. وأخذ الصبية يمزحون ويضحكون.
نادى أحدهم على صبي أشقر وسيم كان يجلس أعلى أحد التماثيل في منتصف القاعة: «ها أنت يا جوان! كم مضى على وجودك هنا؟»
Página desconocida