حاول جيون الابتسام، وقال: «نعم.»
بدا الغضب على كلود فرولو لحظة، ثم قال: «ما الذي تفعله هنا؟»
بدأ جيون حديثه: «لقد جئت ... جئت لأطلب بعض النقود.» فاندفعت الدماء في وجه كلود فرولو الغاضب. أردف جيون: «وبعض النصح أيضا؛ فأنا بحاجة للاثنين.»
قال كلود فرولو: «لقد سمعت ما يقال عن سلوكك المشين بجميع أرجاء باريس. ما حاجتك للنقود؟»
أجاب جيون: «للتبرع بها إحسانا.» - «إننا نتبرع بما فيه الكفاية هنا، من الكنيسة. فما القضايا الأسمى التي تريد أن تتبرع بالمال من أجلها؟»
قال جيون: «امممم ... سأتبرع بها للعجوز الشمطاء التي تعيش في ثقب الفئران.»
سأل كلود فرولو، منتقلا بالحديث إلى موضوع آخر: «وكيف حال دراستك؟ أرسطو؟ هوراس؟» - «فقدت كتبي وسرقت.» - «أنا في شدة الغضب منك يا جيون.» - «إذن لن تعطيني بعض العملات فقط لأبتاع بعض الخبز.» - «من لا يعمل لا يأكل.»
اتكأ جيون للأمام، وأخذ يبكي بحرقة، ثم رفع إحدى يديه لأعلى في الهواء، وألقى خطابا طويلا مفصلا باللغة اليونانية.
سأله كلود فرولو: «والآن، ما هذا؟» - «هذا لإسخيلوس الذي يتناول فيه التعبير عن الأسى بشأن الحياة.»
ضحك كلود فرولو، وقال: «كان ذلك رائعا، لكنني أصر على عدم منحك أي نقود.» - «ولو لشراء حذاء جديد؟ انظر كيف اهترأ نعل حذائي.» - «سأبعث إليك بحذاء جديد، وليس بالمال.» حينذاك، سمع كلود فرولو فجأة صوت شخص ما يصعد الدرج، فأردف: «يجب أن تختبئ يا جيون. هذا سير روبرت، ويجب ألا يعلم بوجودك هنا.» - «حسنا، لن أختبئ إلا إذا أعطيتني النقود.»
Página desconocida