Conversaciones del pueblo: historias y recuerdos
أحاديث القرية: أقاصيص وذكريات
Géneros
ومر الخريف وبات الزيت في خوابيه، وهبط الشيخ إلى المدينة ليشتي عند ابنه الدكتور، وكم كانت دهشته ودهشة امرأته عظيمة حين قيل لهما: هذا بيت الدكتور شاكر.
اعتز الشيخ وكاد يخرج من ثيابه وقال: هذا بيت ... ولكن كلمة طائشة هاجت النمر. سمع أبو شاكر بنت الجيران تقول لأمها: جبليان، رجل وامرأته. فحول أبو شاكر نحوها وجهه الفرزدقي، وأراها عينيه الكبيرتين المحمرتين، وصلعته البراقة فوق حاجبين غليظين، وشاربين كقرني الكبش. فاقشعرت وتوارت في بيتها ترتعد. وهم أن يطاردها في عقر بيتها، فأمسكت أم شاكر بذيل شرواله وانكسر الشر.
وانشق الباب ودخلا بالكد، ولكنهما رأيا دنيا غير دنياهما. كراسي خيزران لماعة ومقاعد مخملية أرجوانية أين منها مقاعد الخيش المحشوة هشيما وقشا والمجللة بالشيت الرخيص. أواني أشكال وألوان يجهل الشيخ والشيخة عنها كل شيء حتى أسماءها، فكان ارتباك زال بعد حين. كان الاستقبال حارا ساعة القدوم السعيد ثم أخذ يفتر رويدا رويدا حتى صار باردا مثلوجا بعد أسبوع مست عزة أبي شاكر؛ لأنه لا يحب الوجوه الجامدة. قضى العمر شيخ شباب ولا يريد أن يموت إلا شيخ شباب. - شاكر. - نعم بابا. - لا بابا ولا بطرك.
فضحك الدكتور وأجاب: ولا خوري ولا مطران.
فعبس أبو شاكر وقال: ابتدأت تهزل معي؟ اوع هه. العين لا ترتفع فوق الحاجب. - أمرك لا تؤاخذني.
فصمت هنيهة ثم قال: بنت الطيان لو كان عندها مال قارون لا ترتفع على بيت بو شاكر. كأنه ما عندها علم ولا خبر عن جدك وجد جدك؟ بنت من هي حتى تتأبى علينا، بنت طيان ولو كان المال فوقها وتحتها. اسمع يا ابني ما قالت القدماء: زوان بلدك ولا القمح الصليبي. أكنت بلا عينين لما نقيتها، وجه أحمر مثل قفا السعدان. تضحك منا بنت الكلب كلما لفظنا القاف وقلنا هادا وما قلنا هيدي مثلها. وحق الذي قال لها كوني فكانت، نهار غد أطرح أملاكي بالمزاد. الله لا يردها عن يد بقرة سودا مثلها.
ورنت في أذن أبي شاكر قهقهة فانتفض كالعقاب، ولو لم يقف ابنه بالباب لدخل غرفة العروس وانتهى كل شيء.
وتعلق الطبيب بأبيه يتملقه ويسترضيه: مص القصب عقدة وعقدة يا شيخ. فكشر أبو شاكر وصاح: هذي قصب. هذي عظم على مزبلة.
قال هذا وانتفض كالملدوغ، وبعد أن أطرق قليلا، أخذ امرأته بيدها وهو يومي برأسه: قومي. وخرجا دون أن يودعا. ولما ابتعدا قليلا قال لزوجته: العوض بالله، خسرناه يا أم شاكر، ابنك ما في يده شيء.
صار جحش المره. يخرب بيتها، كلها شبر وعندها هذا الفعل. دحروجة تقود رجلا طول المارد. ولكن البيت والمال لها، ويا ذل رجل يأكل من تحت يد امرأته.
Página desconocida