Conversaciones del pueblo: historias y recuerdos
أحاديث القرية: أقاصيص وذكريات
Géneros
وكانت المدرسة تعلم اللغة الإنكليزية والتركية مع العربية والفرنسية والسريانية، وكانت تدرس الحقوق لمن يحب من العلمانيين، واللاهوت للإكليريكيين، فتعلمت شهرا واحدا لغة إنكليزية فحفظت الوقتين الأولين من الفعل المساعد وما زلت أذكر: أي هاف نت هبي. وقد لا تكون صحيحة. ما ندمت على شيء مثل تركي اللغة الإنكليزية، وسبب ذلك معلم هذه اللغة الخوري يوسف الخوري الذي أحفظ له ذكرى مرة. كان هذا الخوري خفيفا، وقد أضحك التلاميذ مني يوم وصف لي ذرورا يذهب الشعر من وجنتي الفاتنتين فأستغني عن المقاريض والملاقط. كان دواؤه هذا من الذي يستعمل في الحمامات، فأثر ببشرتي الناعمة، فسخطت على ذلك الأستاذ الكريم.
أما أستاذنا في اللغة الإفرنسية المير يوسف شهاب فإكليركي أيضا، ولكنه شدياق لا خوري. بصير جدا بأصول هذه اللغة، كنا نداعبه بسماجة وكان يحتملنا. دخل يوما الصف فرأى مكتوبا على اللوح بالقلم العريض: حمار. فتوجه إليه على البديهة وجعل شدة فوق الميم وقعد. فبلعنا بريقنا وتغامزنا، وهكذا كان يرد كيدنا في نحرنا. ما كنا نسره - يرحمه الله - إلا ساعة يعرض ذكر الأعمار؛ لأنه بقي في الخامسة والأربعين ربع قرن. وأخيرا قفز قفزة واحدة إلى الثمانين. وآخر مرة التقيت به في أحد مطاعم بيروت قال لي: صرت في التسعين، والمعلم عبد الله - البستاني - باق في الستين لا يتحلحل.
فرض علينا هذا الأستاذ نظم الشعر الإفرنسي ففاتت أبيات أحدنا العشرين مقطعا، وأخطأ رفيقنا هذا تهجئة العنوان فجعله
ver
أي دودة بدلا من
vers
شعر. فما وقعت عين الأستاذ على العنوان حتى غطى شاربيه بيسراه كعادته حين تحضره النكتة، فأعرناه انتباهنا، فقال: يا لياس، يا حبيبي، هذي دودة؟ هذي أم أربع وأربعين. فعج الصف عجيجا وضحك حتى انبج. وجاء المدير - الخوري بطرس مبارك - على ضوضائنا فشاركنا بابتسامته الهادئة الساحرة الحائرة - أعجز عن وصفها - وانصرف.
وكان الخوري فرنسيس الشمالي يعلمنا التعليم المسيحي، وكان لنا رفيق إكليريكي كلع، يقعد حدي وكنت أتندر عليه. شرح لنا الخوري لماذا اختتن المسيح فقلت له: أنطون، صحيح أن المسيح اختتن؟
فأجاب: ما سمعت الخوري!
قلت: وأيش عملوا بالقلفة.
Página desconocida