شرُّ؟ قال: "فِتْنَةٌ عَمْيَاءُ صَمْيَاءُ١ عَلَيهَا دُعَاةٌ٢ عَلَى أَبْوَابِ النَّارِ٣؛ فَإِنْ مُتَّ يَا حُذَيْفَةُ، وَأَنْتَ عَاضٌ عَلَى جَذْلٍ٤ خَيْرٌ لَّكَ مِنْ أَنْ تَتْبَعَ أَحْدًا مِنْهُم".
(١٩) وَلَهُمَا٥، عن أبي إِدْرِيس الْخَوْلاَنِي: أَنَّهُ سَمِعَ
_________
١ "فتنة عمياء صمياء"، أي: يعمى فيها الإنسان عن أن يرى الحقّ، ويصم أهلها عن أن يسمع فيها كلمة الحقّ أو النّصيحة.
قال القاضي: المراد بكونها عمياء صمياء: أن تكون حيث لا يرى منها مخرجًا، ولا يوجد دونها مستغاث، أو أن يقع النّاس فيها على غرة من غير بصيرة، فيعمون فيها، ويصمون عن تأمّل قول الحقّ، واستماع النّصح.
٢ "عليها دعاة"، أي: على تلك الفتنة دعاة: وهي بضمّ الدّال جمع داع. أي: جماعة قائمة بأمرها وداعية للنّاس إلى قبولها.
٣ "على أبواب النّار"، أي: كائنون على شفا جرف من النّار، يدعون الخلق إليها حتّى يتفقوا على الدّخول فيها.
٤ "على جذل"، أي: أصل شجرة. يعني والحال أنّك على هذا المنوال من اختيار الاعتزال من أن تتبع أحدًا منهم، أي من أهل الفتنة، أو من دعاتها.
٥ صحيح البخاري بشرح الفتح – جـ ١٣ – كتاب الفتن – باب كيف الأمر إذا لم تكن جماعة ص ٣٥، وصحيح مسلم بشرح النّووي – جـ ١٢ – كتاب الإمارة – باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن ص ٢٣٦ مع اختلاف في بعض الألفاظ، وزيادة أو نقص.
1 / 38