فأين هذا الوصف من واقع حزب التحرير، الذي لا يؤمن باستخدام الوسائل المادية أبدًا؟
وإنما مبدؤه ورأسماله الفكر والثقافة، ولا شيء سوى ذلك، أي الكلام باللسان فقط؟
وأما ما قاله الكاتب: [فقوله ﷺ يقاتلون على الحق، يقاتلون على أمر الله، جاء القتال ... فيقاتلونهم ويرزقهم الله منهم)، يدل دلالة صحيحة على أن هذه الطائفة، سيكون لها دولة تعلن الجهاد والقتال وتنتصر على الأعداء، وهذه هي الغاية التي يسعى إليها
(حزب التحرير) منذ نشأته وهي إعادة الخلافة الراشدة] ص٥٦.
إن هذا القول تأويل بعيد لا تحتمله النصوص، لأن الأحاديث أخبرت أنهم يقاتلون لا أنهم سيقاتلون، وفرق بين الحالتين.
وأما دعواه أن الحزب سيقيم دولة ستقاتل. فهذا أمر لا يعلمه إلا الله ﷾. ولا أظن أن الحزب بهذه الأفكار التي يحملها والوسائل التي ينتهجها سيصل إلى إقامة دولة.
فإعادة الخلافة أو إقامة الدولة الإسلامية يحتاج إلى أكثر من الثقافة والفكر الذي حصر الحزب نفسه بهما، إن سنة الله تعالى وما سلكه الأنبياء ﵈ في الدعوة إلى الله يدل على ارتباط القول بالعمل وهكذا كانت سنة النبي ﷺ. انظر أثر الجماعات الإسلامية ١/ ٢٥١.