ماذا؟ ... لا داعي لمزيد. وأيضا تمتمت: لكنني أحببتك.
عرفت سرها، ولكنها لم تعرف سري بعد. من أين لها أن تعلم أن رجلها ينحدر إليها من عهد سابق على التاريخ؟ من أين لها أن تتصور مدى حريته؟ لم أكترث للعبة، كانت مجرد دهشة فقط، وحتى الدهشة استسخفتها، وقلت بسخرية عميقة: لا يهمني الماضي.
فأحنت رأسها ربما لتخفي ارتياحها، وقالت: إني أحتقر الماضي، وأولد من جديد.
فقلت بنبرة عادية: هذا حسن.
نبذت أي رغبة في مزيد من المعرفة (لست غاضبا ولا مبتهجا، ولكني أحبها)، وانغمست في حياتي الجديدة بحرارة صادقة. •••
تمر الساعات، فلا نتبادل كلمة واحدة، مثل حبات الفول السوداني. ما من زبون يجيء إلا ويشكو الغلاء، والمجاري الطافحة، والطابور المهلك أمام الجمعية الاستهلاكية؛ أبادله العزاء. ربما نظر إلى المرأة متسائلا: ما لك ساكتة يا أم عباس؟
أي أمل أرتقبه أنا؟ هي على الأقل تنتظر عودة عباس! •••
انغمست في الزوجية بحرارة صادقة، انزعجت عندما وافتني ببشائر الأمومة، ولكنه كان انزعاجا عابرا.
وقد عشقت عباس في طفولته، وبدأ كل شيء يتغير منذ قال لي طارق رمضان: حوار هملت صعب ... ذوب هذه في فنجان شاي.
بدأت رحلة جديدة جنونية؛ صادف الإغراء رجلا لا يهمه شيء، وكانت ينابيع الحياة تجف، ومسراتها تختنق في قبضة أزمة قاسية. وتقول حليمة: أتريد أن تنفق أجرك على السم، وتتركني أواجه الحياة وحدي؟
Página desconocida