Luces sobre la Sunna Muhammadí
أضواء على السنة المحمدية
Géneros
على أنه كان يذكر ما فيها أو بعضه من حفطه ، ومن قرأها لهم كلها أو بعضها لم يكتبوها ، بل حدثوا بما حفظوا ، ومنه ما هو من لفظ الرسول (صلى الله عليه وسلم) ومنه ما هو إجمال للمعنى كقوله " العقل وفكاك الاسير " فإن المراد بالعقل دية القتل وسميت عقلا لان الاصل فيها أن تكون إبلا تعقل أي تربط بالعقل في فناء دار المقتول أو عصبته المستحقين لها ، وقوله (أسنان الابل) في بعض الروايات ، معناه ما يشترط في أسنان إبل الدية أو الصدقة إلخ . . . وجملة القول : أننا لا نعلم أن أحدا كتب عن أمير المؤمنين ما كان في تلك الصحيفة بنصه ، ولا أنه هو كتبها بأمر النبي (صلى الله عليه وسلم) لانه قال في رواية قتادة عن أبي حسان إنه سمع شيئا فكتبه . اه باختصار . وإذا كان لنا من كلمة نعلق بها على أمر هذه الصحيفة المنسوبة إلى علي رضي الله عنه - وما جاء فيها من روايات مختلفة في كتب الحديث فهى أننا لا نطمئن إلى ما جاء فيها من روايات مهما كان رواتها ، وبحسبك أن تجد ابن حجر قد قال في هذه الروايات ما قال . ومرد شكنا إلى أن عليا رضي الله عنه إذا كان قد أراد أن يكتب عن رسول الله ما يراه نافعا للدين وللمسلمين فلا تكفيه مثل هذه الصحيفة التى كان يضعها كما يقولون في قراب سيفه وإنما كان يكتب آلاف الاحاديث في جميع ما يهم المسلمين وهو صادق في كل ما يكتب إذا أراد ، على أننا قد أفدنا من أخبار هذه الصحيفة فائدة كبيرة إذ أثبتت لنا كيف تفعل الرواية بالمعنى فعلها ، وأنها كانت ضررا على الدين وعلى اللغة والادب كما سنبينه قريبا إن شاء الله . ونختم هذا الفصل بكلمة صغيرة جامعة للحافظ ابن كثير جاءت في كتاب الباعث الحثيث (1) ، قال بعد أن تكلم عمن جوزوا رواية الحديث بالمعنى : " ومنع الرواية بالمعنى طائفة آخرون من المحدثين والفقهاء والاصوليين ، وشددوا في ذلك آكد التشديد - وكان ينبغى أن يكون هذا هو الواقع ، ولكن لم يتفق ذلك " وذلك لان الذي جرى عليه الامر ، هو رواية الحديث بالمعنى ، وهو ما تجده في
---
(1) ص 165 و166 من كتاب الباعث الحثيث . (*)
--- [ 97 ]
Página 96