Luces sobre la Sunna Muhammadí

Mahmud Abu Rayya d. 1390 AH
111

Luces sobre la Sunna Muhammadí

أضواء على السنة المحمدية

Géneros

قاطعة أو دلالة قائمة . على أن كل ما كان يقع في الحديث قبلهم من خطأ فإنما كان من قبل ما يعترض المحدث من السهو والاغفال . وقد قال عمران بن حصين وهو من الصحابة (1) والله إن كنت لارى أنى لو شئت لحدثت عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يومين متتابعين ، ولكن بطأنى عن ذلك أن رجالا من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سمعوا كما سمعت ، وشهدوا كما شهدت ، ويحدثون أحاديث ما هي كما يقولون وأخاف أن يشبه لى كما شبه لهم ، فأعلمك أنهم كانوا يغلطون لا أنهم كانوا يتعمدون (2) . غير أن الاعلام كانت يومئذ لا تزال قائمة ، والفروع لا تزال باسقة ، فكان الخطب لم يستفحل حتى إذا خرجت الخوارج ، وتحزب الناس فرقا ، وجعلوا أهلها شيعا ، بدءوا يتخذون من الحديث صناعة فيضعون ويصنعون ويصفون الكذب ، ثم ظهر القصاص والزنادقة ، وأهل الاخبار المتقادمة (3) مما يشبه أحاديث خرافة ، فوقع الشوب والفساد في الحديث من كل هذه الوجوه في عصور مختلفة ، أما القصاص فإنهم كانوا يميلون وجوه القوم إليهم ويستدرون ما عندهم بالمناكير والغرائب والاكاذيب من الاحاديث ، ومن شأن العوام القعود عند القاص ما كان حديثه عجيبا خارجا عن قطر المعقول ، أو كان رقيقا يحزن القلوب ويستغزر العيون ، وللقوم في هذه الفنون الاكاذيب العريضة والاخبار المستفيضة . وأما الزنادقة فقد جعلوا يحتالون للاسلام ويهجنونه بدس الاحاديث المستشنعة والمستحيلة مما يشبه خرافات اليونان والرومان وأساطير الهنود والفرس ليشنعوا بذلك على أهل السنة في روايتهم ما لا يصح في العقول ولا يستقيم على النظر . وأما أهل الاخبار المتقادمة فقد قصدوا من ذلك إلى إثبات الخرافات الجاهلية وجعلها بسبيل من الصحة للاستعانة بها على التفسير وما إليه . وأمثلة ذلك كله فاشية .

---

(1) توفى عمران بن حصين سنة 52 هجرية . (2) انظر الكلام في قول عمران بن حصين بعد هذه الكلمة . (3) كأخبار اليهود ومن إليهم . (*)

--- [ 115 ]

Página 114