Luces sobre la Sunna Muhammadí

Mahmud Abu Rayya d. 1390 AH
108

Luces sobre la Sunna Muhammadí

أضواء على السنة المحمدية

Géneros

وقال أبو شامة في كتاب مختصر كتاب المؤمل (1) : مما يفعله شيوخ الفقه في الاحاديث النبوية والآثار المروية ، كثرة استدلالهم بالاحاديث الضعيفة على ما يذهبون إليه ، نصرة لقولهم ، وينقصون من ألفاظ الحديث وتارة يزيدون فيه ، وما أكثره في كتب أبى المعالى وصاحبه أبى حامد . ومن قبيح ما يأتي به بعضهم أن يحتج بخبر ضعيف هو دليل خصمه عليه فيوردونه معرضين عما كانوا ضعفوه . تساهلهم فيما يروى في الفضائل وضرر ذلك قال ابن مهدى : إذا روينا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحلال والحرام والاحكام شددنا في الاسانيد ، وانتقدنا الرجال ، وإذا روينا في الفضائل والثواب والعقاب تساهلنا في الاسانيد ، وتسامحنا في الرجال . أخرجه البهيقى في المدخل . وممن جوزوا التساهل في رواية الحديث ، إذا كان في فضائل الاعمال أحمد ابن حنبل وعبد الله بن المبارك ، وقال الحاكم سمعت أبا زكريا العنبري يقول : الخبر إذا لم يحرم حلالا ، ولم يحل حراما ، ولم يوجب حكما في ترغيب أو ترهيب ، أغمض عنه وتسوهل في روايته . ولاحمد رأى آخر تراه فيما بعد . وقال ابن عبد البر : أحاديث الفضائل لا يحتاج فيها إلى من يحتح به ، وقال : أحاديث الفضائل تسامح العلماء قديما في روايتها عن كل ، ولم ينتقدوا فيها كانتقادهم في أحاديث الاحكام (2) . وقال السيد رشيد رضا في تعليقه على ما ذكره صاحب الآداب الشرعية (لابن مفلح (3) من أنه قد جاء عن الامام أحمد ما يدل على أنه لا يعمل بالحديث

---

(1) ص 21 و22 . (2) ص 45 ج 1 جامع بيان العلم . (3) ص 313 و314 من الآداب الشرعية ج 2 ، لكن جاءت رواية أخرى عن أحمد بن حنبل بأن الحديث الضعيف يعمل به في فضائل الاعمال . (*)

--- [ 112 ]

Página 111