Luces sobre los dos Sahihs

Muhammad Sadiq Najmi d. 1450 AH
208

Luces sobre los dos Sahihs

أضواء على الصحيحين - الشيخ محمد صادق النجمي

Géneros

القرآنية، وبعد ذلك دست في اذهان بعض المسلمين وذلك لان قول ابراهيم (ع): (بل فعله كبيرهم هذا) و(اني سقيم) جاء في مقام الاحتجاج والمنازعة، والاستنكار على الوثنيين، وانها طريقة واسلوب بديع ابتدعه ابراهيم (ع) في حواره معهم، حتى ياخذ الاقرار منهم على بطلان عقيدتهم، وانحرافهم عن الحق، وهي شبيهة لقوله الاخر لما راى طلوع الشمس والقمر والكواكب فقال: (هذا ربي)، وعندما رآها تغرب، قال: (اني لا احب الافلين) ولم يصح عبادة الرب الافول هذا ويتضح لك هذا جليا عند التامل والمطالعة في صدر الاية وذيلها.

واضف على هذا، وضوح بطلان الحديث الثاني الذي يروي بان النبي ابراهيم (ع) اعترف: بان هذه المواضيع الثلاثة ذنوبا حرمته من الشفاعة، ولو سلمنا بان النبي ابراهيم (ع) قال تلك الجملات الثلاثة عند الضرورة، فان ها لا منافاة بينها وبين الشفاعة، لان واجبه آنذاك في تلك الموارد كان ذاك، بل ان هذه المواقف الثلاثة تعتبر من المحن والمصائب والاختبارات التي امتحن الله بها نبيه ابراهيم (ع) واجهها في سبيل الله واحيا اوامره وان مثل هذه المحن ليست مانعة من الشفاعة فحسب بل تزيد في درجة شفاعة الانبياء والصالحين.

ويلزم ان نسعف ما ذكرناه ببيان مطلب آخر، هو انه لو كانت جملتا (اني سقيم) و(بل فعله كبيرهم) صدرتا كذبا من ابراهيم الخليل (ع)، لابد ان تعد اكاذيب ابراهيم ستا وليس ثلاث لان ابراهيم كما نص القرآن على ذلك فانه كلما راى الشمس او القمر اوكوكبا كان يقول: (هذا ربي)(1).

Página 216