Luces sobre los dos Sahihs
أضواء على الصحيحين - الشيخ محمد صادق النجمي
Géneros
الوحي، ويتاكد هذا بقوله: (لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى)(1).
4 قال تعالى: (انا انزلنا اليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما اراك الله)(2).
قال الفخر الرازي: اعلم انه ثبت بما قدمنا ان قوله: (لتحكم بين الناس بما اراك) معناه بما اعلمك الله، ويسمى ذلك العلم بالرؤية، لان العلم اليقيني المبرا عن جهات الريب يكون جاريا مجرى الرؤية في القوة والظهور.
وكان عمر يقول: لا يقولن احد: قضيت بما اراني الله تعالى، فان الله تعالى لم يجعل ذلك الا لنبيه واما الواحد منا فرايه يكون ظنا ولا يكون علما.
ثم يقول الفخر الرازي: اذا عرفت هذا فنقول: قال المحققون: هذه الاية تدل على انه (ص) ما كان يحكم الا بالوحي والنص.
واذا عرفت هذا فنقول: تفرع عليه مسالتان احداهما انه لما ثبت انه (ص) ما كان يحكم الا بالنص، ثبت ان الاجتهاد ما كان جائزا له(3).
وهذا ما اقر به البخاري في صحيحه وافرد له بابا خاصا وعنونه: ما كان النبي (ص) يسال مما لم ينزل عليه الوحي فيقول: لا ادري، او لم يجب حتى ينزل عليه الوحي، ولم يقل براي ولا بقياس لقوله تعالى: (بما اراك الله)(4).
Página 208