ثم قام ببناء المسجد من تلك الفلوس التى أخذها من زوجته الهندية(1) ، وأقام إلى جوار المسجد مبان ملحقة "كزاوية" لإقامة أتباعه ومريديه فانقطع للعبادة حتى سمع به أناس كثيرون فاجتمعوا إليه يأخذون عنه العلم والدروس.
الوصف المعماري لمسجد وضريح العباس (لوحة 10 شكل 9).
المسجد عبارة عن مبنى مستطيل الشكل طول ضلعه 7.25م وعرضه 6.30م يفتح فيه مدخلان أحدهما يقع فى جداره الغربي والآخر فى جداره الجنوبي (لوحة 11) وقد اتخذ شكلا مستطيلا يعقد على كل منهما عتب من الحجر يعلوهما حنيه ذات عقد مدبب فتح فيها نافذة مستطيلة الشكل زين جوانبها بزخرفة هندسية الشكل تتكون من مستطيل أدنى يعلوه أشكال مثلثات. وهذه المداخل بسيطة التكوين(2) (لوحة 11) ويصعد إلى المدخل بدرجتين ويغلق عليه باب من الخشب يتكون من مصراعين، كما يفتح فى الجدار الشرقى أربع نوافذ لإدخال الضوء والهواء إلى داخل المسجد.
ولقد استخدم معمار مسجد وضريح العباس أحجار مبنى قديم كان قائما مكانه يرجح أنه كان معبدا(3) وقد بنى الجزء السفلي من هذا المسجد الضريح بالحجارة الجيرية الضخمة المشذبة من الخارج إذ يشاهد على بعضها كتابات بخط المسند، وقد تم عمل ملاط من الجص والنورة بين مداميك الأحجار حتى يزيد من قوة تماسك الجدار، وتشاهد المداميك المبنية من الأحجار تصل إلى مستوى نهاية فتحة المدخل.
Página 73