التّمسك بالقرآن الكريم وأثره في حياة المسلمين
التمسك بالقرآن الكريم وأثره في حياة المسلمين
Editorial
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة
Géneros
واعتبر ذلك بحال رعيل هذه الأمة الأول الذين كانوا أكثر الناس تمسكًا بالقرآن الكريم وأعظمهم إتباعًا له، كيف فتح الله تعالى عليهم البلاد وقهر لهم العباد، وأعانهم حتى تهاوت لهم عروش الجبابرة من أهل الكفر والعناد فأصبحوا بالتمسك بالقرآن الكريم سادة بعد أن كانوا مسودين، وأصبحوا قادة بعد أن كانوا مستعبدين.
وصدق الله العظيم الذي قال وقوله الحق: ﴿قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ (آل عمران:٢٦) .
وصدق رسول الله ﷺ الذي يقول ولا يقول إلا حقًا: "إن الله تعالى ليرفع بهذا القرآن أقوامًا ويضع به آخرين" (١) . أسأل الله تعالى أن يرفعنا به أحياء وأمواتًا ومبعوثين آمنين آمين.
من تمسك بالقرآن الكريم - وأسأل الله تعالى أن نكون منهم - أمنه الله تعالى من الخوف في نفسه وأهله، وفي عاجله وآجله.
قال تعالى: ﴿فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ (البقرة:٣٨) . والخوف هنا نكرة في سياق النفي تعمّ. (٢) .
وقال تعالى عن المتمسكين بالقرآن الكريم وهم المؤمنون العاملون الصالحات: ﴿وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا﴾ (النور:٥٥) . وقال عز من قائل عليمًا: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ﴾ (الأنعام:٨٢) .
_________
(١) الحديث، أخرجه مسلم ٢/٥٠٢.
(٢) النكرة في سياق النفي من صيغ العموم، وقد تكون نصًا فيه وقد تكون ظاهرة. انظر مذكرة الأصول للشنقيطي /٣٦٢-٣٦٤.
1 / 18