Adam Smith: Una Breve Introducción
آدم سميث: مقدمة موجزة
Géneros
بالنظر إلى ما سلف، نجد أن «تاريخ علم الفلك» له هدف أسمى من مجرد سرد قصة التحديق في النجوم، كما يوحي العنوان الكامل للأطروحة «المبادئ التي تقود وتوجه التساؤلات الفلسفية، وتوضيحها من خلال تاريخ علم الفلك». ففي الواقع، تتناول الأطروحة العقل البشري وكيفية تحليلنا وتصنيفنا وفهمنا للعالم؛ إذ تبدأ بالتساؤل عما يقودنا إلى التنظير العلمي، ثم تبين كيفية طرح النظريات واختبارها وإحلالها محل النظريات السابقة، ثم تمضي إلى البحث فيما تتكون منه النظرية «الجيدة»، بالاستعانة بأعمال إسحاق نيوتن كمثال؛ وبذلك فهي معاصرة على نحو مذهل؛ إذ نظر سميث بها إلى العلم باعتباره محاولة لتشكيل العالم، ليس فيما يتعلق ب «الواقع»، وإنما فيما يتعلق بعلم نفس الإنسان وتفسيراته. (2-1) المعاناة من المجهول
يشير سميث إلى أننا نعتبر الأمور المألوفة من البديهيات دون تفكير، أما إذا حدث أمر جديد فإنه يكون بمنزلة «المفاجأة»،
1
وحينها نمتلئ «عجبا» من كيفية تلاؤمها مع عالمنا المألوف.
2
إن الشعور بأن هناك أمرا لا يتلاءم مع عالمنا يبعث على عدم الارتياح، لكن المنطق والخيال والقدرة على التجريد والتصنيف تساعدنا في وضع الظاهرة الجديدة في سياقها.
فعلى سبيل المثال، أننا نتفاجأ عندما نرى قطعة من الحديد تنجذب نحو المغناطيس، لكن الخيال يجعلنا نتنبه إلى أن هناك قوة ما تدور حول المغناطيس؛ مما يساعدنا في شرح هذه الحركة. هذه نظرية بسيطة، لكن سميث يريد أن يبين لنا كيفية طرح النظريات واختبارها وتحسينها. (2-2) التخمين والتفنيد
يستعين سميث في توضيح ذلك بتاريخ علم الفلك كمثال توضيحي؛
3
فمن منظور الفلكيين القدماء، كانت «المفاجأة» التي تستدعي الشرح والتوضيح هي حركة الشمس والقمر والنجوم، وكان من الأفكار المقترحة أن السماء عبارة عن سقف على هيئة قبة، تلتصق بها هذه الأجسام وتتحرك يوميا من الشرق إلى الغرب، لكن ذلك - لسوء الحظ - لم يشرح هذا الحركة غير المنتظمة للكواكب؛ لذلك غامر البعض بطرح نظرية أكثر تقدما، فذهبوا إلى أن هناك في الحقيقة عدة كرات سماوية، تدور إحداها بانتظام من الشرق إلى الغرب، وغيرها (التي تحمل الكواكب) تتحرك على نحو أقل انتظاما، غير أن هذه الحركة غير المنتظمة كانت تتطلب تفسيرا، ولهذا استلزم الأمر افتراض وجود المزيد من الكرات السماوية التي تدور إحداها داخل الأخرى باتجاهات مختلفة، لينتهي الأمر بتخيل وجود 72 كرة سماوية. وكانت المشكلة الوحيدة في ذلك تتمثل في أن «هذه المنظومة أصبحت الآن متشابكة ومعقدة، شأنها شأن المظاهر التي اخترعت هذه المنظومة في الأصل لإضفاء الاطراد والانسجام عليها».
Página desconocida