عدالة الصحابة رضى الله عنهم ودفع الشبهات
عدالة الصحابة رضى الله عنهم ودفع الشبهات
Géneros
كما أن الطعن فيهم، والتجريح لهم؛ يغال فى الباطل!، وتهجم على الأكابر، وجرح لشعور المسلمين، وهو مرفوض بادئ ذى بدء، كما أنه يقوض دعائم الشريعة، ويشكك فى صحة القرآن، ويضيع الثقة بسنة سيد الأنام ﷺ!؛ فضلاَ عن أنه تجريح وقدح، فيمن بوأهم تلك المكانة، وجعلهم خير أمة أخرجت للناس!!! . ولا يقبل عاقل مثل هذا القول!!.
لذلك عنى علماء الإسلام قديمًا وحديثًا، بالدفاع عن عدالة الصحابة، لأنه - كما رأيت - دفاع عن الإسلام، ولم يكن ذلك الدفاع نزوة هوى، ولا عصبية؛ بل كان نتيجة لدراسات تحليلية وأبحاث تاريخية، وتحقيقات بارعة واسعة، عرضتهم على أدق موازين الرجال؛ مما تباهى به الأمة الإسلامية كافة الأمم والأجيال.
وبعد هذا التحقيق والتدقيق، خرج الصحابة ﵃ من بوتقة هذا البحث، وإذا هم خير أمة أخرجت للناس، وأسمى طائفة عرفها التاريخ، وأنبل أصحاب لنبي ظهر على وجه الأرض، وأوعى وأضبط جماعة لما استحفظوا عليه من كتاب الله ﷿، وهدى رسول الله ﷺ، وقد اضطر أهل السنة والجماعة، أن يعلنوا رأيهم هذا كعقيدة، فقرروا أن الصحابة كلهم عدول. ولم يشذ عن هذا الرأى إلا المبتدعة والزنادقة قبحهم الله" (١) .
وطعون المبتدعة والزنادقة قديمًا وحديثًا فى صحابة سيدنا رسول الله ﷺ كثيرة.
وسوف أتناول هنا بمشيئة الله تعالى نماذج من تلك الطعون والشبهات؛ التي طعنوا بها في عدالة الصحابة، استعرضها وأفندها.
على أن أًفرد أيضًا ترجمة لراوية الإسلام الأول أبو هريرة ﵁ لنتعرف على مكانته فى الإسلام.
وهذا البحث يقع في ثمانية مباحث:
المبحث الأول: التعريف بالصحابة لغة واصطلاحًا.
المبحث الثاني: التعريف بالعدالة لغة واصطلاحًا.
_________
(١) مناهل العرفان فى علوم القرآن للشيخ محمد الزرقانى ١/٣٣٤، ٣٣٥.
1 / 6