Literatura en Lengua Árabe
أدبيات اللغة العربية
Géneros
إن القرآن الكريم وإن نزل بلغة القوم التي بها يتخاطبون وبفصاحتها يتفاخرون، إلا أن أساليبه العالية التي أعجزت خطباءهم وفصحاءهم وأخذت بمجامع قلوبهم ألبستهم ملكة من البلاغة في تخير الأساليب غيرت ملكتهم الأولى، وأطلقت ألسنتهم من الوحشية والتعمق الذي كان ديدن كثير من خطبائهم، حتى إنهم كانوا يعيبون الخطيب المصقع إذا لم يكن في كلامه شيء من آي القرآن؛ روى الجاحظ أن العرب كانوا يستحسنون أن يكون في الخطب يوم الحفل وفي الكلام يوم الجمع آي من القرآن، فإن ذلك مما يورث الكلام البهاء والوقار وحسن الموقع. (2)
ما جاء في القرآن من الترغيب والإرهاب على الأسلوب البالغ حد الإيجاز، وما كان له من التأثير في الضمائر والأخذ بشكائم النفوس؛ أعانهم على التفنن في أسالب الوعظ الخطابي عند حلول الأزمات، أو الحاجة إلى تأليف قلوب الجماعات، حتى لقد كان الخطيب البليغ يدفع بالخطبة الواحدة من الملمات ما لا يدفع بالبيض المرهفات، ويملك من قلوب الرجال ما لا يملك بالبدر والأموال. (3)
إن الإسلام - بما هذب من أخلاقهم، وألان من طباعهم، وعدل من شيمهم - أدخل من الرقة على عواطفهم ما رق به كلامهم وكثر للمعاني المؤثرة في النفوس اختيارهم في مخاطبتهم وخطبهم. (4)
إن الإسلام - بما مهد لهم من سبيل الفتح ومخالطة الأمم، وبما منحهم من سعة السلطان والسيادة على الشعوب - وفر لهم الأسباب الداعية إلى التوسع في الخطابة بما تتطلبه حاجة التوسع من الملك وتقتضيه عادات الأمم المحكومة وأخلاقها. ا.ه. بتصرف يسير في العبارة.
وكان الخطباء في هذا العصر يمسكون بيدهم العصا أو المخصرة كما كان عليه خطباء الجاهلية، قال عبد الملك بن مروان: لو ألقيت الخيزرانة من يدي لذهب شطر كلامي.
الرسائل
في صدر الإسلام كانوا يكتبون من فلان إلى فلان، وجرى على ذلك الصحابة والتابعون حتى ولي الوليد بن عبد الملك، فأمر ألا يكاتبه الناس بمثل ما يكاتب بعضهم بعضا، وبقي الحال كذلك إلا ما كان من عمر بن عبد العزيز ويزيد بن الوليد حيث اتبعا السنة الأولى، وبعد ذلك رجع الأمر إلى ما كان عليه الوليد.
وفي أواخر الدولة الأموية أخذت الرسائل أسلوبا غير الذي كانت عليه، ودخلتها الصنعة والقصد إلى تنميق اللفظ. وابتدأ ذلك الانقلاب بعبد الحميد بن يحيى الكاتب، وهو أول الطبقة الثانية من الكتاب، وكانت الرسائل قبل عبد الحميد موجزة غالبا ثم طولت لاقتضاء المقام تطويلها.
النظم
قد انصرف العرب عن الشعر والمنافسة فيه في أول عصر الإسلام بما شغلهم من أمر الدين والنبوة والوحي وما أدهشهم من أسلوب القرآن ونظمه، فأخرسوا عن ذلك وسكتوا عن الخوض في النظم والنثر زمانا، ثم استقر ذلك وأونس الرشد من الملة ولم ينزل الوحي في تحريم الشعر وحظره، وسمعه النبي
Página desconocida