كمدا ويفنى وجدا حتى توفي ولم يبلغ عرضا فمن ذلك قوله :
ما أنا لعلياء إن لم يكن
من ولدي ما كان من والدي
وحسبك من جرأته وعلو نفسه ما خاطب به القادر بالله الخليفة العباسي :
عطفا أمير المؤمنين فإننا
في دوحة العلياء لا نتفرق
فقال له القادر بالله : على رغم انف الشريف. وروى أنه كان يوما عند الخليفة الطايع بالله العباسي وهو يعبث بلحيته ويرفعها الى أنفه فقال له الطائع : أظنك تشم منها رائحة الخلافة ، قال : بل رائحة البنوة. وكان يلقب بذي الحسبين. لقبه بذلك بهاء الدولة بن بويه ، وكان يخاطبه بالشريف الأجل.
قال صاحب عمدة الطالب : كانت له هيبة وجلالة وفيه ورع وعفة وتقشف ومراعاة للأهل والعشيرة ، ولي نقابة الطالبيين مرارا وكانت له إمارة الحج والمظالم كان يتولى ذلك نيابة عن أبيه ذي المناقب ثم تولى ذلك بعد أبيه مستقلا ، وحج بالناس مرات.
وهو اول طالبي جعل عليه السواد. وكان أوحد علماء عصره واتصف الشريف الرضي بإباء النفس وعلو الهمة وكان رفيع المنزلة سامي المكانة يطمح الى معالي الامور ، وبلغ من ابائه وعفته انه لم يقبل من احد صلة أو جائزة وتشدد في ذلك فرفض قبول ما يجريه الملوك والأمراء على أبيه من الصلاة والهبات مدة حياته ، وبذل آل بويه كل ما في وسعهم لحمله على قبول صلاتهم فلم يقبل وقال وقد ساءه أمر صدر من أبيه ومن أخيه
Página 217