يسلم العاقل من عظام الذنوب والعيوب بالقناعة ومحاسبة النفس.
لا تجد العاقل يحدث من يخاف تكذيبه، ولا يسأل من يخاف منعه، ولا يعد بما لا يجد إنجازه، ولا يرجو ما يعنف برجائه، ولا يقدم على ما يخاف العجز عنه.
وهو يسخي بنفسه عما يغبط به القوالون خروجا من عيب التكذيب، ويسخي بنفسه عما ينال [به] السائلون سلامة من مذلة المسألة، ويسخي بنفسه عن محمدة المواعيد براءة من مذمة الخلف، ويسخي بنفسه عن فرح الرجاء خوف الإكداء ، ويسخيه عن مراتب المقدمين ما يرى من فضائح المقصرين.
لا عقل لمن أغفله عن آخرته ما يجد من لذة دنياه، وليس من العقل أن يحرمه حظه من الدنيا بصره بزوالها.
Página 60