عليه في ذلك ضؤولة ؛ فإن من أعين على حفظ كلام المصيبين، وهدي للاقتداء بالصالحين، ووفق للأخذ عن الحكماء، فلا عليه أن لا يزداد؛ فقد بلغ الغاية، وليس بناقصه في رأيه ولا غامطه من حقه أن لا يكون هو استحدث ذلك وسبق إليه.
وإنما إحياء العقل الذي يتم به ويستحكم خصال سبع: الإيثار بالمحبة، والمبالغة في الطلب، والتثبت في الاختيار، والاعتقاد للخير، وحسن الوعي ، والتعهد لما اختير واعتقد، ووضع ذلك موضعه قولا وعملا.
أما المحبة: فإنما يبلغ المرء مبلغ الفضل في كل شيء من أمر الدنيا والآخرة حين يؤثر بمحبته؛ فلا يكون شيء أمرأ ولا أحلى عنده منه.
وأما الطلب: فإن الناس لا يغنيهم حبهم ما يحبون وهواهم ما يهوون عن طلبه وابتغائه، ولا يدرك لهم بغيتهم نفاستها في أنفسهم دون الجد والعمل .
Página 23