============================================================
ثم قال رحمه الله تعالى : "ومن الإنصاف أن أقرر أن المحقق الفاضل آنفق الشيء الكثير من القوة والجهد والاستقصاء في تحقيق هذا الكتاب، وقد وفق إلى إحياء هذا التراث العظيم، ويستحق أن يثنى عليه الثناء الخالص، وقدم بين يدي تحقيقه بداءة ممتعة تتصل بالتنظيم القضائي في الإسلام".
وتحدث فضيلة الأستاذ المرحوم الأزرق عن المكان المرموق للقضاء الإسلامي ، وما يتتع به ذووه من الفضل والسمو والنزاهة ، وقدم " إلمامة مقتضبة عن ابن أبي الدم" رحمه الله، وعن مكانته العلمية والقضائية، وماتركه من مؤلفات، ثم عرض صورة عن آبواب الكتاب وفصوله ومباحثه، ثم قال : " ولاشك عندي أن المحقق قد آجاد الإجادة كلها يوم تحدث عن مكانة هذا الكتاب التشريعية في العصر الحاضر" إلى آخر مقاله القيم الطويل: وقال سيادة الأستاذ الدكتور صلاح الدين الناهي - الأستاذ المترس بجامعة بغداد: * وهاهو كتاب آدب القضاء لابن أبي الدم، تحقيق الدكتور محمد مصطفى الزحيلي، يتهادى اليوم إلى موضعه في المكتبة، مشيرا إلى جهدين كبيرين بذلا في سبيل تصنيفه وتحقيقه، فأما جهد المصنف فقد حدثتا عنه الأستاذ الزحيلي حديث العالم المدقق، الناقد المنصف، فأفاض التحدث عن صاحبه الذي جمع الثقافة العربية الإسلامية في عصره من أطرافها ، فصنف في التاريخ والفقه وعلم القضاء وكتابة الشروط والسجلات ، واضطلع بالمهام الخطيرة في عصره ، ومن جيد قول المحقق في تقدير هذا الأثر أنه : "قمة كتب أدب القضاء عند الشافعية"00 وأشار سيادة الدكتور الناهي - حفظه الله - إلى الداء الخطير الذي أصاب
Página 9