============================================================
الفريق الثاني : وهم جماعة من القضاة، تولوا هذا المنصب ، واكتسبوا الخبرة والحنكة والتجربة منه ، ومنهم ابن أبي الدم ، فصاغوا ذلك في الكتب والمؤلفات، وكانت تجربتهم القضائية، وتطبيق الأحكام العملية ، سببأ في ترجيح القول الذي يتناسب مع الواقع، ولذلك قال الحنفية مثلا : يقدم قول القاضي أبي يوسف في مسائل القضاء على قول الإمام أبي حنقية عند التعارض(1).
ونضرب أمثلة مما وصل إلينا من كتب أدب القضاء في مختلف المذاهب، للدلالة على الأهمية القصوى التي نالها هذا الموضوع على مدارج التاريخ، وذلك بتعداد الكتب التي وضعها العلماء في آدب القاضي، أو نظام القضاء، في ملحق مستقل مع الفهارس في نهاية الكتاب : والآن نقدم نبذة عن حياة ابن أبي الدم ، لنلقي الضوء على كتابه أدب القضاء: حياة ابن آبي الدم (1): 1 اسمه ونسبه: هو شهاب الدين، آبو إسحاق، ابراهيم بن عبد الله بن عبد المنعم بن علي بن محمد بن فاتك، وقيل : مالك(1)، بن عحمد، (1) نقل ابن عابدين في حاشيته * أقوال المحققين من علماء الحنفية في هذا الجال ، فقال : الفتوى على قول آبي يوسف فها يتعلق بالقضاء كما في القنية والبزازية ، أي لحصول زيادة العلم له بالتجربة، ولنا رجع أبو حنيقة عن القول بأن الصدقة أفضل من حج التطوع لما حج وعرف مشقته ، وفي شرح البيرى أن الفتوى على قول أبي يوسف أيضا في الشهادات ، (انظر : رد المحتار على الدر الختار: 71/1، رسائل اين عابدين ، 1302) .
(4) انظر طبقات الشافعية، الإسوى : 546/1، كشف الظسون : 47/1 232، و ج 4572 ، طبقات الشافية الكبرى : 115/8، شذرات الذب في آخبار من ذهب ، ابن العماد: 213/5، هدية العارفين : 11/1 الأعلام ، الزركلي : 42/1 ، تبصير المتتبه : 141/3 ، تتة الختصر في أخبار البشر، تاريخ اين الوري : 255/8 ، الختصر في أخبار البشر، أبو الفداء : 17/4 ، تاريخ الأنب العربي ، كارل بروكلمان : 12 .
(4) كتب على الورقة الأولى من الخطوطة : * ابن مالك ، وقيل : فاتك واقتصر ابن السبكي على قوله : ابن ح أدب القضاء (2) 17
Página 17