42

Adab Nufus

آداب النفوس

Investigador

عبد القادر أحمد عطا [ت ١٤٠٣ هـ]

Editorial

دار الجيل-بيروت

Ubicación del editor

لبنان

الْكتاب من صِفَات إِبْلِيس إِلَّا هَذَا قد كَانَ يَنْبَغِي للنَّاس أَن يحذروه وَلَو نظرت فِي اكثر النَّاس لوجدت أَن أَكْثَرهم إِنَّمَا يُؤْتى من قبل الْبر وَقلة الْعِنَايَة بتصفية الاعمال وَمَا قد استحلت النَّفس من حب المحمدة من المخلوقين وَقد يُؤْتى قوم كثير من قبل الآثام إِلَّا أَن عَلامَة الْفِتْنَة فِي النَّاس جَمِيعًا مُخْتَلفَة وَأكْثر النَّاس إِنَّمَا يعْرفُونَ من قد فتن بالآثام وَلَا يعْرفُونَ من فتن بِالْبرِّ إِلَّا الْقَلِيل من النَّاس من أهل النُّور والفطن والفراسة والتوسم والكياسة وَذَلِكَ ان الَّذِي يعْمل بأعمال الْبر وَهُوَ يحب فتنتها أَكثر من الَّذِي يخَاف فتنتها وَالَّذِي يجهل فتنتها اكثر من الَّذِي يعلم فتنتها وَمن النَّاس من يعلم فتن الاعمال ومبطلاتها ثمَّ يغلبه الْهوى وَمِنْهُم من يعلم وتقل عنايته فيغفل وَاعْلَم ان الَّذِي يعْمل وَقد علم الافات الَّتِي تفْسد الاعمال وَمَعَهُ الْعِنَايَة بِنَفسِهِ وَعَمله وَمَعَهُ التيقظ وَإِزَالَة الْغَفْلَة وَهُوَ مَعَ ذَلِك مُشفق خَائِف من الافات مَا يكَاد يسلم إِلَّا من عصم الله تَعَالَى فَكيف الَّذِي يجهل ويغفل ويغلبه الْهوى وَيُحب دُخُول الافة

1 / 76