============================================================
كتاب أدب الملوك في بيان حفائق التصوف سائرهم بكثرة صلاة ولا صيام ولكن بسلامة الصدر وسخاوة النفس، والله عز وجل يحب الأسخياء ويبغض البخلاء، إن البخل والشح من وصف النفس الأمارة بالسوء، قال الله عز وجل: ومن، يؤف شح نفسه فأولئك هم المفلحون}، وقد روي في الخبر أن الله عز 3 وجل يقول لحنات عدن: طوبى لك منازل الملوك! وعزتي وجلالي! لا يجاورني فيك بخيل، ويروى أن الجاهل السخي أحب إلى الله من المؤمن البخيل، وفي السخاوة من الأخبار ما لا يعد ولا يحصر.
ال و بلغني أن السامري لما صنع العجل وأحرقه موسى عليه الصلاة والسلام فأراد موسي عليه السلام أن يقتل السامري فقال الله عز وجل لموسى : لا تقتل السامري ! فإنه سخي، فأخر عذابه إلى الآخرة سخاوته، وهذه دلائل ظواهر للسخاوة وبذل الأموال .
وللصوفية في معنى السخاء إشارات ومعان، لأنهم (1ه) بذلوا الأموال بظاهر السخاوة ، وبذلوا الأخلاق بباطن السخاوة ، وبذلوا النفوس بحقيقة السخاوة، وقد قال الله عز وجل : لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحيون}، فالبر الجنة، ولن تنال إلا بذل المحبوب من الأموال ، فلا ينال ولاية الحق إلا من بذل نفسه لله عز وجل ، إذ هي أحب الأشياء إليه، وما آخذ حظوظها ومنعها شهواتها سخاوة وتقربا بها إلى الله عز وجل.
والصوفية أسخى خلق الله تعالى وأجود خلق الله تعالى في البذل والمواساة، ولا يقع اسم التصوف على بخيل قط، ولا يشم رائحة التصوف من يكون عنده عزازة الدنيا وعزازة النفس لأن ذلك من أخلاق البخلاء ، فمن بذل ماله خالصا لوجهه فله الجنة ، وو ومن بذل نفسه خالصا فله الحق، قال الله تعالى : إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة}، فأبان الله عز وجل بأنه اشترى النفس، فمن باعها فله الحق.
ثم قال بعد قوله عز وجل: أنفسهم : وأموالهم : بأن هم الحنة ، فعوض النفس قرب الله 2 عز وجل، وعوض الأموال الجنة.
1) بسلامة: سلامة ص9) وهذه: وهذا ص.
3) القرآن الكريم 9/59.
12) القرآن الكريم 92/3.
19)-20) القرآن الكريم 111/9.
ن بن ..
Página 47