============================================================
كتاب أدب الملوك في بيان حقائق التصوف
والخصاصة، قال الله عز وجل: ويؤيرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة} فالايثار من أخلاق رسول الله ه وأهل بيته وأصحايه رضي الله عنهم أجمعين، وقد تعلقوا بخلقه إذ كان عليه الصلاة والسلام أحسن الناس خلقا، قال الله عز وجل : 3 (وإنك لعلى خلق عظيم} ، فالصوفية اقتدوا بالنبي في كل شيء حتى في الخلق، وقد قيل إن التصوف حسن الخلق: وللصوفية في الخلق إشارات، وقد قال لة : إن الرجل ليبلغ بحسن خلقه درجة الصائم القائم، وذلك آن المصلي يصلي لنفسه، وكذلك الصائم يصوم لنفسه، والخلق الحسن يتعدى منه إلى غيره ، فيفرح به مؤمن ويسر به قلب كل مسلم، وقيل : انتهى الصوفية إلى الخلق، وبالخلق يرغب الكافر في الإسلام ، وبالخلق يجذب الجاهل من الجهل، وبالخلق يحبب الله إلى الخلق، وبالخلق يواسى وبالخلق يواصل ، وبالخلق يدرك جميع الخير، ولقد دعا الله عز وجل نبيه (49) إلى الخلق في آيات كثيرة إذ يقول تبارك رتعالى : خذ العفو وأمر بالعرف} ، ويقول الله عز وجل : وجادلهم بالتي هي اخسن} ، ويقول عز وجل : ولو كنت فظا غليظ القلبر لانفضوا ين جولك فاغف عنهم}، ويقول عز وجل : فأما اليتيم فلا تفهر وأما السائل فلا تنهر وأما ينعمة ربك فحدث}، ثم دعا الناس كافة إلى حسن الخلق، وقال عز وجل : 15 (وقولوا للناس حسنا}..
فالصوفية أشاروا في الخلق إلى التخلق بأخلاق الله عز وجل، وذلك الخبر المروي أن لله عز وجل ثلاثماثة وستين خلقا، من أتي بواحد منها دخل الجنة، وئروى في الخبر آيضا 18 عن النبي أنه قال : إن الله رحيم يحب من عباده الرحماء، فكذلك في سائر 1) وبالخلق يحذب: وبالكفر يجذب ص.
1) القرآن الكريم 9/59.
4) القرآن الكريم 4/68 .
6) -7) المعجم المفهرس 24/2.
12) القرآن الكريم 199/7.
12) -13) القرآن الكريم 120/16.
13)-14) القرآن الكريم 159/3.
14)- 15) القرآن الكريم 9/93- 11.
16) القرآن الكريم 83/2 .
18) قارن: 456a7 214 ,11555106 . ميزان الاعتدال 673/2؛ سيرة الأولياء 99، 10 - 11 .
. س...
Página 45