============================================================
كتاب أدب الملوك في بيان حقائق التصوف قد أشار إليه فقير بشيء وتعرض له ، فامتنع عن ذلك، وكان ذلك في بده أمره، وذلك ان المرتعش كان ابن دهقان بنيسابور، فذكر بدهه آنه كان جالسا على باب داره، قال 3 المرتعش: فإذا أنا بشاب عليه مرقعة وعلى رأسه خرقة، فأشار إلي متعرضا إشارة لطيفة، فقلت في نفسي: شاب جلد صحيح لا يأنف، ولم أرد عليه جوابا بعد، قال: فصاح الشاب صيحة هالتني وقال : أعوذ بالله مما خامر سري ! فقال المرتعش : فغشي 6 علي، فخرجت جارية لنا فرأتني فاجتمع حولي خلق كثير، فما أفقت إلآ بعد حين، فلما أفقت لم آر الشاب ، فتحسرت على ما كان مني، فرأيت تلك الليلة علي بن آبي طالب رضي الله عنه في النوم والشاب معه مشيرا إلي بعلي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو ينبهني 6 ويقول : إن الله تعالى لا يجيب سؤال مانع سائله ! قال المرتعش : فانتبهت وفرقت ما في يدي وما نالت، وخرجت وسمعت وفاة والدي وأخي بعد خمس وعشرين سنة، وما رجعت إلى نيسابور بعد ذلك، وصار منعي الشاب عيبا ما فارقني الحياء ولا يفارقني حتى 12 اللقاء، فبان في هذه الحكاية (49) حقائق السائل بعد الترك والتارك بعد الجمع، وللصوفية في الترك إشارات خفيات وافقوا بذلك الحق باتفاق طاعاته وعباداته.
(12) باب أحكام الصوفية وأما أحكام الصوفية ، فالصبر على البلوى ، واحتمال الشدائد من الأمور والمكاره من الأسباب، وذلك ميدان الصوفية لأنهي سمعوا الله عز وجل يقول : واضبر وما صبرك 18 إلا بالله} ، وسمعوه يقول : وبشر الصابرين}؛ وسمعوه يقول: الصابرين والصادقين}، وسمعوه يقول : والصايرين في البأسأء والضراء وحين البأس أوليك الذين صدقوا.
5) هالتني : هالني ص.
17)- 18) القرآن الكريم 127/16 .
18) القرآن الكريم 155/2.
18) -19) القرآن الكريم 17/3.
19)= 20) القرآن الكريم 177/2.
Página 42