============================================================
كتاب أدب الملوك في بيان حقاثق التصوف واستوحشوا من جميع البرية، الفوا بالذكر وتسلوا بالتذكار لأن بالذكر يحيا الغريب، وبالتذكار يعيش الفريد ، فلا يكون للغريب نفس إلآ مع روح الذكر بموافقة إفراد ذكر 3 المذكور بلسان الهمة من غير رؤية ثواب ولا عقاب، وخالص الغربة إذا تعلق بخالص التذكار اجتمع غربة الذكر مع غربة الحال فصار الغريب بروح الذكر أليفا للذكر ، وقد قال الشبلي رحمة الله عليه : أنا غريب وذكرك أغرب مني، فلذلك ألفت ذكرك لأن الغريب للغريب اليف: فهذا حقائق غربة الصوفية ظاهرا وباطنا، فقوم منهم ارتقوا في الاشارة فنطقوا بعلوم وأشاروا إلى الغربة في الدارين، وقد حكي عن أبي إسحق إبراهيم الخواص رحمة الله 9 عليه أنه قال : لو صير الله عز وجل امري إلي في القيامة وقال لي : تمن! أقول : يا رب أريد مرقعة من نور وإزارا من نور وركوة من نور ونعلا من نور فأسيح حوالي العرش، وذلك من حقيقة ما وجد من خالص الغربة ، فلم يقل : آتمنى السندس والإستبرق، فإنه 12 تمتى لباس الغرياء وهي المرقعة والنعل، ذلك للتباين من الخليقة والتضاد في الأحوال واللباس في الدارين، فهذا حقيقة غربة الصوفية وإشارتهم ودعاويهم في ذلك.
(8) باب تعبد الصوفية وأما تعبد الصوفية فحفظ الأسرار بموافقة السنة مع حفظ النية في إخلاص الطاعات وإصلاح الطوية، إذ يقول الله عز وجل : أن الله يعلم ما في أنفسكم فاخذروه}، 18 فحقق الله قول الله عز وجل في أسرار الصوفية، وشهدوا مراقبة الله عز وجل لهم ، وعلموا أن الله عز وجل شاهد على خفي اسرارهم ، وتقربوا إلى الله عز وجل بحفظ الأسرار، وذلك (33) حقيقة الافتقار بالذلة والاضطرار، فعلم الله عز وجل منهم 2 حقيقة ذلك فقواهم على حفظ الأسرار، ونور قلوبهم بحقائق التذكار، فسير الصوفية في السر بالسر بموافقة الظاهر وحقائق الشرائع ، وحركات الصوفية من وجد الأسرار وصحة 17) أن الله : والله ض.
17) القرآن الكريم 235/2.
Página 30