المفتي"، وكذا سماه ابن كثير في "البداية والنهاية"١ وذكره ابن قاضي شهبة في "طبقات الشافعية"٢، وسماه "أدب المفتي والمستفتي"، كذا سماه ابن العماد الحنبلي في "شذرات الذهب"٣، وحاجي خليفة في "كشف الظنون"٤، وبروكلمان في "تاريخ الأدب العربي"٥. إذن فاسم الكتاب الكامل هو "أدب المفتي والمستفتي" كما ذكره ابن قاضي شهبة وغيره.
أما الأسباب التي صنف "ابن الصَّلاح كتابه هذا من أجلها فقد بيَّنها رحمه الله تعالى في مقدمة كتابه فقال: " ... ولما عظم شأن الفتوى في الدين وتسنم المفتون منه سنام السناء، وكانوا قرات الأعين، لا تلم بهم على كثرتهم أعين الأسواء، فنعق بهم في أعصارنا ناعق الفناء، وتفانت بتفانيهم أندية ذلك العلاء إلى أن قال: "وأتبرأ من الحول والقوة إلا به في تأليف كتاب في الفتوى، لائق بالوقت، أفصح فيه إن شاء الله العظيم عن شروط المفتي، وأوصافه، وأحكامه، وعن صفة المستفتي وأحكامه، وعن كيفية الفتوى والاستفتاء وآدابهما"٦ إن شعور ابن الصلاح رحمه الله تعالى بمنزلة "الإفتاء" العظيمة، وموقعها الكبير في المجتمع المسلم، وفضلها العظيم، هو الذي دفعه إلى تصنيف هذا الكتاب، ومن أجل توعية الآخرين بخطر الفتوى وأنه يجب التهيب من الإفتاء، وعدم الجرأة على إصدار الأحكام مع قلة العلم ... والرغبة في تعليم المستفتي أدب السؤال، وآداب الكلام، بل أدب المسلم نحو أهل العلم ... كل هذه الأسباب دفعت ابن الصلاح رحمه الله تعالى إلى تأليف هذا الكتاب القيم النفيس.
_________
١ ١٢/ ٤٣.
٢ طبقات ابن قاضي شهبة: ٢/ ١٤٦.
٣ ٥/ ٢٢.
٤ ١/ ٤٨.
٥ ٦/ ٢١٠.
٦ أدب المفتي: "٦٩-٧٠".
1 / 32