باب
إذا عرفت نفسك من الوالي بمنزلة الثقة ، فاعزل عنه كلام الملق ، ولا تكثرن من الدعاء له في كل كلمة ، فإن ذلك شبيه بالوحشة والغربة ، إلا أن تكلمه على رؤوس الناس ، فلا تأل عما عظمه ووقره . لا يعرفنك الولاة بالهوى في بلد من البلدان ولا قبيلة من القبائل ، فيوشك أن تحتاج فيهما إلى حكاية أو شهادة ، فتتهم في ذلك .
فإذا أردت أن يقبل قولك فصحح رأيك ولا تشوبنه بشيء من الهوى ، فإن الرأي الصحيح يقبله منك العدو ، والهوى يرده عليك الولد والصديق .
وأحق من احترست من أن يظن بك خلط الرأي بالهوى الولاة ، فإنها خديعة وخيانة وكفر عندهم .
Página 43