إذا كان سلطانك عند جدة دولة ، فرأيت أمرا استقام بغير رأي ، وأعوانا أجزوا بغير نيل ، وعملا أنجح بغير حزم ، فلا يغرنك ذلك ولا تستنيمن إليه . فإن الأمر الجديد ربما يكون لها مهابة في أنفس أقوام وحلاوة في قلوب آخرين ، فيعين قوم على أنفسهم ويعين قوم بما قبلهم . ويستتب ذلك الأمر غير طويل ثم تصير الشؤون إلى حقائقها وأصولها .
فما كان من الأمور بنى على غير أركان وثيقة ولا دعائم محكمة أوشك أن يتداعى ويتصدع .
لا تكونن نزر الكلام والسلام ، ولا تبلغن بهما إفراط الهشاشة والبشاشة . فإن إحداهما من الكبر والأخرى من السخف .
Página 32