Adab Carab
أدب العرب: مختصر تاريخ نشأته وتطوره وسير مشاهير رجاله وخطوط أولى من صورهم
Géneros
إن الأدب الوصفي هو ما نسميه تاريخ الآداب، فبينما الأدب الإنشائي فن كله يكاد يفسده العلم إن دخل فيه، نرى الأدب الوصفي يكاد يكون علما كله أو مزيجا من العلم والفن، بل البحث والذوق. الأدب الوصفي قديم في كل الأمم التي كان لها أدب إنشائي ومدنية زاهرة.
أنشأ الأدباء أولا بلا علم ولا فن كما تقدم، ثم ارتقى الناس فجاءوا يضعون القيود والأصول للأدب مستنتجينها من أقوال الأقدمين الغريزية، فما رأيت أعظم من محبة الناس للقيود والتقاليد، والقوانين في كل شيء ولكل شيء.
فالأدب اليوناني كان في أول عهده فنا كله، ولم يكن الجمع والترتيب واستنباط النظريات ووضع الأصول والقواعد للنقد والبيان إلا في القرن الرابع، وكذاك فعل الرومان، وكذا فعل العرب.
أنشأ الإسلاميون والجاهليون وبعض العباسيين، ثم استنبط العباسيون المتأخرون الأصول والنظريات.
فالجاحظ والمبرد وابن قتيبة وابن سلام أدباء وصفيون.
تاريخ الأدب:
إن تاريخ الأدب علم قديم وليس علما متكلفا، بل هو كغيره من العلوم والفنون متأثر بكل ما يؤثر بالحياة البشرية، فهو يتطور ويتغير وينحط ويرقى.
كان يفهم بكلمة أدب في أطواره العديدة: مأثور الكلام من شعر ونثر، ثم توسع في هذا الموضوع ودخل فيه علوم عديدة خاصة كالبلاغة والنقد البياني، ثم عم علوما كثيرة، ثم تقلص بعد التمدد وعاد هذا التحديد إلى ما نفهم به اليوم: مأثور الكلام نظما ونثرا.
ولتذوق الأدب وتفهمه، على الأديب أن يلم بتاريخه، وتاريخه هذا يعين الطالب على فهمه بدون عناء وتعب؛ أي إنه يكفيه مئونة البحث والتنقيب في الكتب الأدبية التي تعد بالمئات، وقصارى الكلام: إن تاريخ الأدب «قادومية» أقرب الطرق للمتأدبين.
وتاريخ الأدب متصل بالأدب كل الاتصال؛ أي إنه لا يستطيع غير المتأدب أن يكتب في تاريخ الأدب، بخلاف بقية التواريخ، فقد يكتبها ويدونها ويفهمها من ليس له علاقة بالموضوع.
Página desconocida