أَيْدِينَا كَذَا وَكَذَا. فَإِنَّهُ لَا يَنْبَغِي لِلْقَاضِي أنْ يَحْمِلَهُمْ عَلَى الْإِقْرَارِ، وَيَنْظُرُ فِي هَذَا بِمَا هُوَ أَصْلَحُ، فَمَنْ كَانَ مِنْهُمْ مَعْرُوفًا بِالْأَمَانَةِ وَالْخَيْرِ قَبِلَ قَوْلَهُ فِي الْجُمْلَةِ، وَاسْتَحْلَفَهُ إِنْ أَرَادَ اسْتِخْلافَهَ، أَنَّهُ لَيْسَ فِي يَدِهِ إلَّا مَا أَقَرَّ بِهِ، وَلَا أَتْلَفَ مِنْهُ شَيْئًا، وَلَا وَضَعَهُ فِي غَيْرِ وَجْهِهِ، وَمَنْ كَانَ مِنْهُمْ غَيرُ مَأْمُونٍ، وَتَوَهَّمَ عَلَيْهِ الْإِدْغَالِ، سَأَلَهُ عَنْ تَفْسِيرٍ مَا جَرَى عَلَى يَدِهِ، وَالْقِيَاسُ فِي ذَلِكَ أنَّ الأمْرَ فِيهِمْ كُلُّهُمْ وَاحِدٌ، وَأَنْ يَكُونَ الْقَوْلُ قَوْلَهُمْ فِيْمَا أَقَرُّوا بِهِ مِنْ ذَلِكَ، وعَلَيْهِمُ الْأَيْمَانُ، وَلَا يُؤْخَذُوا بِأَكْثَرَ مِنْهُ، وَلِيس عَلَيْهِمْ أن يَرْفَعُوا حِسَابَ مَا جَرَى عَلَى أَيْدِيهِمْ إِذَا قَالُوا: مَا فِي أَيْدِينَا إِلَّا هَذَا الَّذِي أَخْبَرْنَا بِهِ، فَإِن كَانَ الْقَاضِي الْأَوَّلُ مَاتَ فَوُلِّيَ هَذَا الْقَاضِي مَكَانَهُ، كَانَ السَّبِيلُ فِيْمَا فِي أَيْدِي الْأُمَنَاءِ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالضِّيَاعِ وَالْعُرُوضُ فِي إِقْرَارِ الْمُحَبَّسِينَ عَلَى مَا فَسَّرْتُ وَوَصَفْتُ، وبِاللهِ التَّوْفِيقُ.

مَوتُ القَاضِي

قَالَ: وَيَقْبِضُ هَذَا الْقَاضِي دِيوَانَ الْقَاضِي الْمَيِّتِ وَيَتَّبِعُ مَا فِيْهِ مِمَّا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ مِنْ تَعَرُّفِ أَمْوَالِ النَّاسِ، وما عَلَى أَيْدِي الْأُمَنَاءِ ^(ق/٨ب) مِنْ ذَلِكَ، وَيَعْمَلُ فِيْهِ بِمَا وَصَفْتُ.

وَيَنْبَغِي لِلْقَاضِي أَنْ يَتَعَرَّفَ مَنْ بِالْبَلَدِ الَّذِي وَلِيَهُ مِنَ الْعُدُولِ وَأَهَلِ الْفِقْهِ وَالْأَمَانَةِ، إِنْ قَدَرَ أَنْ يَتَعَرَّفَ ذَلِكَ قَبْلَ أنْ يَرِدَ الْبَلَدَ فَعَلَ، فَإِنْ سُمِّيَ لَهُ قَوْمٌ^(١)؛ فَإِذَا دَخَلَ الْبَلَدَ بَعَثَ إِلَى رَجُلِ رَجُل مِمَّنْ سُمِّيَ لَهُ، فَقَالَ لَهُ: مَنْ فِي هَذَا الْبَلَدِ مِنْ أَهْلِ الْفِقْهِ وَالْأَمَانَةِ؟ وَيَسْأَلُّ بَعْضَهُمْ عَنْ بَعْضٍ، وَيَكْتُبُ أَسْمَاءَ مَنْ يُسَمِّيَ لَهُ كُلَّ رَجُلٍ مِنْهُمْ، فَإِنْ سَمَّى لَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ كَانُوا سُمُّوا لَهُ قَبْلَ أنْ يَدْخُلَ الْبَلَدَ؛ سَأَلَهُ