يَسْتَبِنْ لَكَ فِي كِتَابِ اللهِ. قَالَ: مِنْ سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَبِنْ لَكَ مِنْ كِتَابِ اللهِ وَلَا فِي سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَاجْتَهِدْ رَأْيَكَ^(١).

٤٠- يَحْيَى بِنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكُ، عَنْ عَطَاءِ بنِ السَّائِبِ^(١)، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ: أنَّ عُمَرَ اسْتَقْضَى رَجُلًا عَلَى الشَّامِ^(٢).

٤١- أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بنُ عَنْبَسَةَ الْوَرَّاقُ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الْفُضَيْلِ الضَّبِّيّ، عَنْ عَطَاءِ بنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ: أنَّ عُمَرَ اسْتَقْضَى رَجُلًا عَلَى الشَّامِ. قَالَ ابْنَ فُضَيْل: يُقَال لَهُ: حَابِسُ بنُ سَعْدِ الطَّائِيُّ عَلَى قَضَاءِ حِمْصَ، فَقَالَ لَهُ: يَا حَابِسُ كَيْفَ تَقْضِي؟ قَالَ: أَقْضِي بِمَا فِي كِتَابِ اللهِ. قَالَ: فَإِن لَمْ يَكُنْ فِي كِتَابِ اللهِ؟ قَالَ: فَبِسُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: فَإِن لَمْ يَكُنْ فِي سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: أَجْتَهِدُ رَأْيِي وَأَسْتَشِيرُ جُلَسَائِي. قَالَ: أَحْسَنْتَ وَأَصَبْتَ. فَمَكَثَ أَيَّامًا ثُمَّ لَقِيَهُ عُمَرُ فَقَالَ لَهُ: مَا مَنَعَكَ أَن تَسِيرَ إِلَى عَمَلِكَ؟ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنِّي رَأَيْتُ رُؤْيَا هَالَتْنِي. قَالَ: وما هِيَ؟ قَالَ: رَأَيْتُ كَأَنَّ الشَّمْسَ والقَمَرَ يَقْتَتِلانِ. قَالَ: وَرَأَيْتُ الشَّمْسَ أَقْبَلَتْ مِنَ الْمَشْرِقِ فِي جَمْع كَثِيرٍ، وَرَأَيْتُ الْقَمَرَ أَقْبَلَ مِنَ الْمَغْرِبِ فِي جَمْعِ كَثِيرٍ حَتَّى الْتَقْنَا فَاقْتَتَلَا. قَالَ: فَمَعَ أَيِّهِمَا كُنْتَ؟ قَالَ: مَعَ الْقَمَرِ. قَالَ: فَقَرَأَ عُمَرُ: ﴿ وَجَعَلْنَا الَّيْلَ وَالنَّهَارَ ءَايَتَيْنِ فَمَحَوْنَا ءَايَةَ الَّيْلِ وَجَعَلْنَا ءَايَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً ﴾ [الإسراء: ١٢] مَعَ الْقَمَرِ فِي مَغْرِبِ الشَّمْسِ رُدَّ إِلَيْنَا عَهْدُنَا. قَالَ عَطَاءٌ: فَبَلَغَنِي أَنَّهُ قُتِلَ بِصِفِّينَ مَعَ مُعَاوِيَةَ^(٤).