وكفيت كل ملمةٍ ومخافةٍ ... ولبستَ ثوبَ سلامةٍ وأمان
متمتعًا متنعمًا في جلقِ ال ... فيحاء ذاتِ جنى وجنان
وترى بها أترابها وكواعبًا ... بخدُودهنّ شقائقُ النعمان
يا أوحدًا في جيله بجميلهِ ... كم في فنون فناك من أفنان
منذا يضارع بحر شعرك في الورى ... يا خبرَ علم مالهُ من ثانِ
وكنت قد كتبتُ أنا إليه جوابًا من رحبة مالك بن طوق في سنة ثلاثين وسبع مئة:
كتابك نورٌ صُنته بجفوني ... وتاجُ علًا أعددتهُ لجبيني
أتاني فلا والله ما احتجتُ بعده ... إلى أن تُقر الحادثاتُ عُيوني
ونفسَ من ضيقٍ برحبة مالك ... أكابدُه من لوعةٍ وحنين
فما الطرف إذا أبصرتهُ بمسهد ... ولا القلبُ إذ عاينته بحزين
تغازلين ألفاظهُ في سطوره ... بسحر معانٍ من لواحظ عينِ
أنظر في منثوره مُتنزهًا ... فأشهدَ سجع الورق فوق غُصونِ
غدوت أمين الدين بالفضل باديا ... وفزتَ بسبق في العلاء مُبين
بعثتَ مثالًا ما ظفرتُ بمثله ... وحسبك من حسنٍ بغير قرين
فما كل حسن مثله بمكمل ... ولا كل در مثله بثمين
بضائعه تجلو علينا محاسنًا ... ولستَ على هذا أشتاتَ الفضائل دوني
أضعتُ أنا فضلي واصبحَ حافظًا ... وكيفَ يضيع الفضل عند أمين
1 / 60