Enciclopedia de las Obras Completas del Imam Muhammad Khidr Husayn
موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين
Géneros
والملائكة: جمع ملاك بمعنى ملك، وهم نوع من الخليقة ذوو أجسام لطيفة يستطيعون أن يتشكلوا بأشكال مختلفة.
والخليفة: من يخلف غيره في أمر. وآدم كان قد خلف الله في الحكم بالعدل، وقام بالخلافة أبناؤه من بعده، كما قال تعالى: {ياداوود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق} [ص: 26]. وخطاب الله للملائكة بأنه سيجعل خليفة في الأرض، لم يصدر على وجه المشورة، وإنما خاطبهم بذلك من أجل ما ترتب عليه من سؤالهم عن وجه الحكمة من هذه الخلافة، وما أجيبوا به من بعد.
{قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك}:
السفك: الصب. والتسبيح: التنزيه عما لا يليق. والحمد: الثناء.
ومعنى {نسبح بحمدك}: ننزهك في حالة كوننا حامدين لك على توفيقك إيانا للتسبيح، والتقديس لله: تمجيده، ووصفه بما يليق من العلو، فيكون التسبيح: نفي ما لا يليق، والتقديس: إثبات ما يليق. وقد جاء تقديم التسبيح على التقديس، على المعروف من تقديم التخلية على التحلية. وقيل: التسبيح بالطاعات والعبادات، والتقديس بالاعتقادات والمعارف.
والملائكة لا يعلمون الغيب، فلا بد أن يكونوا قد علموا ماذا سيكون من الفساد في الأرض وسفك الدماء بوجه من الوجوه التي يطلع الله بها على غيبه بعض المصطفين من خلقه.
Página 61