Enciclopedia de las Obras Completas del Imam Muhammad Khidr Husayn

Muhammad Khidr Husayn d. 1377 AH
170

Enciclopedia de las Obras Completas del Imam Muhammad Khidr Husayn

موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين

Géneros

هذا من قبيل الإخبار بالغيب، وهو أن أولئك اليهود لا يتمنون الموت، ولو بألسنتهم. ودلت الآية على أن عدم تمنيهم الموت معلل بما قدمت أيديهم؛ # من نحو: تكذيب الأنبياء، وقتلهم، وقولهم: {اجعل لنا إلها} [الأعراف: 138]، إلى غير ذلك من كبائر المعاصي التي لم تصدر من أمة قبلهم ولا بعدهم. وهذا التمني الذي طلب منهم، ونفي عنهم، لم يقع منهم؛ إذ لو وقع، لنقل، وتوفرت دواعي المخالفين للإسلام على نقله. ويكفي في تحقق هذه المعجزة: أن لا يقع تمني الموت من اليهود الذين تحدوا بها في عهد النبوة، وهم الذين كانوا يناوئون النبي - صلى الله عليه وسلم -، ويجحدون نبوته عنادا، فلا يقدح فيها أن ينطق يهودي بعد ذلك العهد بتمني الموت، وهو حريص على الحياة. وقد يخطر على بالك: أنه ورد في الحديث الصحيح النهي عن تمني الموت، فكيف يأمر به اليهود؟ وجواب هذا: أن الحديث نهى عن تمني الموت عند الشدائد؛ لأن ذلك جزع، وعدم رضا بما قسم الله.

{والله عليم بالظالمين}:

هذه الجملة واردة مورد التهديد والوعيد. ومعنى الظالمين: اليهود الذين تقدم ذكرهم، أو يراد به: كل من صدر منه ظلم، ويتناول بعمومه أولئك اليهود؛ فقد ظلموا بتعديهم ما حد الله، وادعوا اختصاصهم بالجنة، وانفرادهم بها دون الناس. وقال: {عليم بالظالمين}، مع أن علمه تعالى يتعلق بالظالمين وغيرهم، فكان التهديد والوعيد أظهر وأقوى مما لو قال: عليم بهم، أو عليم بالعباد.

* * *

Página 174