Luminarias del pensamiento islámico en la era moderna

Ahmad Taymur Basha d. 1348 AH
184

Luminarias del pensamiento islámico en la era moderna

أعلام الفكر الإسلامي في العصر الحديث

Géneros

1184-1264ه

وقفت له على ترجمة كتبها السيد محمد أبو الخير عابدين الذي كان مفتيا للشام، نصها:

هو الشيخ الإمام الدمشقي الأصل والمنشأ الشافعي المذهب، محدث الأقطار الشامية على الإطلاق، بل إمام العصر في جميع الآفاق، الحائز من طارف الرواية وتلادها أعظم الذخائر، المالك لأزمة التحقيق والدراية كابرا عن كابر، بركة الدنيا في زمانه، وخاتمة الحفاظ في أوانه، أستاذ الأساتذة العظام، وشيخ الشيوخ الأعلام، العالم الكبير، والإمام المحدث الشهير، شيخ مشايخنا أبو المحاسن زين الدين الأثري، سيدي الشيخ عبد الرحمن الكزبري، الملقب بوجيه الدين، مدرس الحديث بجامع بني أمية، ابن المرحوم بركة الأنام الإمام المحدث الشهير الأثري الشيخ شمس الدين محمد الكزبري المولود بدمشق سنة 1140ه والمتوفى بها سنة 1221ه، ابن المرحوم الشيخ عبد الرحمن الكزبري الكبير المولود بدمشق سنة 1100ه والمتوفى بها سنة 1185ه، ابن محمد بن زين الدين الكزبري الدمشقي، تغمدهم الله برحمته وغفرانه، وأغدق على ضرائحهم سحائب رحمته وإحسانه.

أخذ عن جملة ممن أسانيدهم في غاية العلو والاشتهار، كالشمس واسطة النهار، يقاربون الخمسين من دمشقيين وحجازيين، وعراقيين ومصريين، وغالبهم بالإجازة مشافهة وكتابة، أو مكاتبة من بلادهم، كما ذكره الشيخ عبد الغني الميداني شارح متن القدوري في الثبت الذي جمعه له.

وكانت ولادته غرة شوال سنة 1184ه بدمشق، وتوفي بمكة المكرمة نهار الأربعاء 14 من ذي الحجة سنة 1264ه، وصلي عليه بالحرم الشريف المكي، ودفن في «المعلى» كما رأيته بخط شيخنا المرحوم ابن العم السيد محمد علاء الدين عابدين، رحمه الله تعالى.

وقد اطلعت على إجازة للمترجم ولولديه المرحومين الشيخ عبد الله والشيخ أحمد مسلم مدرس الحديث ولأولادهم من الشيخ محمد بن أحمد العطوشي الملتجئ إلى حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم بخطه المتبوع بخاتمه بتاريخ عاشوراء سنة 1259ه.

أحمد الحجار الحلبي

1190-1270ه

وقفت له على ترجمة بخط أحد أتباعه وتلامذته، قال: هو علم العلم الباذخ، وطود الفضل الشامخ، عالم الأئمة، إمام العلماء، العالم العابد الورع الناسك الزاهد، سيف الله البتار، القائم بالله لله في جميع الأطوار، أبو عبد الرحمن أحمد الحجار ابن قاسم شنون، الحلبي وفاة ومولدا، الدمشقي محتدا.

ولد رحمه الله في حدود التسعين من المائة الأولى بعد الألف من الهجرة، وأخذ القرآن الكريم عن الشيخ الإمام الورع عبد الكريم الترمانيني والد السيد أحمد الترمانيني، وقرأ عليه مقدمات العلوم؛ كالآجرومية وغاية أبي شجاع وغيرهما، ثم لازم الإمام الشهير بالشافعي الصغير السيد أحمد الهبراوي المتوفى سنة 1224ه، وأخذ عن طائفة من أجلاء العلماء في ذلك العصر، وتلقى علوم التوحيد عن العارف بالله زين المرشدين أبي محمد إبراهيم الكبير الهلالي المتوفى سنة 1238ه، وسلك عليه الطريق الهلالي المأخوذ من الطريقين القادري والخلوتي، وأدخله الخلوة الأربعينية مرات، حتى ظهرت عليه أمارات النجابة، وسطعت عليه أنوار المعارف والفتوحات الإلهية، فأذن له في الهجرة إلى دمشق، وقال له: لا تأكل غير البصل، فهاجر إليها وأقام مجاورا في المدرسة البدرائية عشرين سنة ونيفا، معتكفا على أكل البصل في جميع تلك المدة، ولم يتناول غيره أدما سوى مرة اشتهى الدسم فأذاب شحما وقلى به بصلا، فاعترته الحمى المثلثة ثمانية أشهر، فأحسن التوبة، وعاد إلى البصل بقية إقامته بدمشق.

Página desconocida