Números y la construcción del hombre: El conteo y el camino de las civilizaciones humanas

Zahra Sami d. 1450 AH
104

Números y la construcción del hombre: El conteo y el camino de las civilizaciones humanas

الأعداد وبناء الإنسان: العد ومسار الحضارات الإنسانية

Géneros

والواقع أن مثل هذه التعليقات تعكس مفهومين أساسيين من المفاهيم الخاطئة بشأن التجربة البشرية في الفراغ العددي؛ أولهما هو أن تتبع العمر بشكل تقريبي لا يتطلب استخدام مفاهيم عددية؛ فيمكنني أن أكون واثقا من أن أحد أقاربي أكبر من الآخر؛ لأن القريب الأول كان حيا بالفعل حين ولد القريب الثاني. وإذا كان لدي ثلاثة أقارب آخرون أو أكثر ، فيمكنني أن أعرف أيهم الأكبر باستخدام بعض القياسات المنطقية البسيطة، أو من خلال إجراء مقارنة مباشرة بين أي اثنين من أقاربي؛ ومن ثم فإذا كان لأم أربعة أطفال، فإنها سوف تعرف أيهم كان حيا قبل الآخرين جميعا، وأيهم ولد بعد أن كان الآخرون جميعا أحياء بالفعل؛ ففهم مثل هذه المفاهيم لا يستلزم الإشارة إلى الكميات. إن فهم الأعمار المطلقة، مثل عدد الرحلات التي قد قام بها أحد الأشخاص حول الشمس (راجع الفصل الأول)، يستلزم بالفعل التمييز بين الكميات، لكن ذلك مفهوم مختلف عن مفهوم الأعمار النسبية، غير أنه قد يبدو من الصعب على العديد من الأفراد أن يفهموا هذا الاختلاف، والأرجح أن ذلك بسبب ترسخ جذورهم في ثقافات يرتبط فيها العمر مع الأعداد بشكل معقد منذ سن مبكرة.

10

وأما النقطة الأخرى التي تتضح في تعليق القارئ، فهي تعكس بعض الحصافة، وإن كان ذلك سطحيا على الأقل؛ كيف يمكن لأم ألا تتذكر عدد أطفالها؟ لا شك بأن جميع الأمهات يتذكرن جميع أطفالهن طوال الوقت، أليس كذلك؟ بالطبع بلى، لكن ذلك لا يتعلق في الواقع بالعد وتمييز الكميات. فلنقل مثلا إنك تنحدر من عائلة كبيرة، وتذهب إلى بيتك في العطلات لتزور إخوتك الأربعة: كوري وأنجلا وجسيكا ومات. بالرغم من ذلك، تلغى رحلة كوري ولا يتمكن من الوصول في الموعد المحدد للعشاء العائلي. فإن لم تخطر بالإلغاء قبل العشاء وجلست لتناوله، فسوف تتساءل على الفور: «أين كوري؟» أعتقد أنك لن تنظر حولك متسائلا بتعجب: «إنني أرى ثلاثة إخوة هنا، لكنني أعرف أن لدي أربعة!» ما أعنيه أنك لا تحتاج إلى أي معرفة بالتمييز الدقيق للكميات لكي تدرك غياب أحد أحبتك. إننا نفكر في أعضاء أسرنا بصفتهم أفرادا، لا أشياء عديمة الوجوه يمكن عدها. «نستطيع» بالطبع أن نعد أعضاء أسرتنا، لكننا لا «نحتاج» إلى ذلك لكي ندرك حضورهم أو غيابهم. والأمر نفسه ينطبق على البيراها؛ فما من دليل يشير إلى أن هؤلاء الأشخاص يحتاجون إلى التمييز بين الكميات لكي يتذكروا الغائبين أو لأداء أي مهمة أخرى في ثقافتهم. فإذا كانت تلك هي الحالة فلا شك في أنهم كانوا سيستخدمون مفردات الأعداد لتيسير ذلك التمييز، لكن البيراها يتذكرون أطفالهم بصفتهم أفرادا، لا أعدادا.

إن الأسئلة المتعلقة بالأفراد الذين لا يستخدمون الأعداد غالبا ما تنبئنا بشيء عمن يسألونها من الأشخاص الذين ينتمون إلى ثقافات عددية. إننا منخرطون جدا في عالم الأعداد، حتى إنه قد صار من الصعب علينا أن نتخيل الحياة بدونها؛ فحيواتنا الإدراكية والمادية لا يمكن أن تنفصل عن الأعداد التي طورناها، والتي نفرضها على أنفسنا في سن مبكرة للغاية. إن النتائج التي تجمع من جماعة البيراها، قد تستغل في إظهار غرابة هذه الجماعة من السكان الأصليين، وذلك يحدث في بعض الأحيان، وتؤدي إلى التعامل معهم باعتبارهم نسخة معاصرة من بشر العصر الحجري القديم. ومثل هذا التغريب يضيع الكشف الحقيقي الذي تقدمه مثل هذه الأبحاث. ولا يقتصر هذا الكشف على جماعة البيراها فحسب، بل يمتد ليشملنا جميعا؛ فالبشر يحتاجون إلى اللغة العددية والثقافة كي يتمكنوا من تمييز معظم الكميات المحددة بدقة وتذكرها. إن المهارات الإدراكية المتعلقة بالكميات، التي تبدو من المهارات الأساسية، ليست مجرد منتج ثانوي لبعض الآليات الفطرية أو العمليات التي تحدث بصورة طبيعية تلقائية، بل إن بعضها لا يكتسب إلا من خلال الثقافة واللغة.

ومن حسن الحظ أن هذا الاستنتاج لا يتوقف كليا ولا حتى مبدئيا على النتائج التي حصلنا عليها من أهل البيراها؛ فالأعمال المعنية بتطور الإدراك العددي لدى الأطفال في المجتمعات الصناعية الكبيرة، قد توصلت إلى الاستنتاج نفسه، وهو ما سنراه في الفصل السادس، إضافة إلى الأبحاث التي أجريت بين مجموعة أخرى مذهلة من سكان الأمازون، وهي جماعة الموندوروكو التي سبق ذكرها. وثقافة الموندروكو من الثقافات الأصلية الكبيرة؛ فبينما يبلغ عدد أفراد البيراها 700 فرد تقريبا، نجد ما يربو على 11 ألف فرد من الموندوروكو. وهم يقيمون على أرضهم الكبيرة على بعد 600 كيلو متر من أقصى جزء باتجاه الشرق من أرض البيراها. وهم يشتركون مع البيراها في بعض السمات، بالرغم من اختلاف نمطي حياتهم؛ فمن الناحية التاريخية تشترك الثقافتان في سمعتهما المخيفة في الدفاع عن أراضيهم الأصلية عند وصول الأوروبيين. وقد استحقت هذه السمعة أيضا جماعة أخرى تعرف باسم المورا، التي كانت البيراها مجموعة صغيرة تنتسب لها. ومثلما ذكرنا سابقا، فإن جماعة الموندوروكو يتشاركون في تلك السمعة، التي سادت لفترة طويلة، بأنهم يواجهون صعوبة مع المفاهيم العددية.

بالرغم من ذلك، على العكس من البيراها، فثقافة الموندوروكو ليست لا عددية تماما؛ إذ إنهم يستخدمون بعض مفردات الأعداد التي تشير إلى مجموعات تتكون من عنصر واحد أو 2 أو 3 أو 4 من العناصر. غير أن الفحص الدقيق يوضح أن هذه الأعداد ليست دقيقة كمفردات الأعداد في معظم اللغات؛ فهي تقع في المنتصف بين مفردات الأعداد الإنجليزية مثل

one

وبين مفردات البيراها مثل

hói

وكذلك

Página desconocida