أجاب: حين كنا في الغابات، فبت أعتقد فيه نفس اعتقاد فيلكس.
قالت: أما أنا فإني أرى غير رأيكما، وسأنبئكما بأمر لا بد أن يكون.
قال: ما هو؟
قالت: هو أن المحكمين في المعرض سيحكمون بالجائزة لتمثال فيلكس.
قال: وبعد ذلك؟
أجابت: وبعد ذلك يشتري تمثاله أحد المولعين بالفن بما يعادل ثقله ذهبا وسوف تريان.
الفصل الثاني والعشرون
غادرنا فيلكس وحبيبته باكيتا يتحدثان عما يكون من أمر التمثال الذي صنعه فيلكس؛ ليعرض في معرض التماثيل والصور، وكانت باكيتا في ذلك النهار ملازمة فيلكس وأمه، ثم عادت إلى منزلها لتستقبل البرنس الروسي، أما فيلكس فإنه نام تلك الليلة وكان يحلم بالفوز، ولم يكن يطمع بالنجاح إلا لطمعه بازدياد حب باكيتا له، فقد كان كلما رآها تنبت في قلبه بذرة جديدة من بذور الحب.
وقد حلم في تلك الليلة أن تمثاله قد قبل في المعرض، ثم نال الجائزة، ثم أحدق به الناس يهنئونه، ثم جاءه أمير من كبار الأغنياء، فبسط أمامه من الأوراق المالية ما يعادل ثروة، وقال له: هذا ثمن تمثالك إذا شئت بيعه، ثم أنعم عليه بوسام، ثم جاءت أمه، فوضعت يده بيد باكيتا وباركت لهما في الزواج.
وقد صحا عند ذلك من رقاده، فأقام هنيهة يفتكر في هذا الحلم السار، ثم عاد إلى الرقاد، فعاوده الحلم نفسه، ولكنه اختلف في آخره، فقد وجد نفسه في إدارة المعرض، ووجد الناس محدقين به، ولكنه لم يجد الرجل صاحب المال.
Página desconocida