سأبغي الغنى إما جليس خليفة
يقوم سواء أو مخيف سبيل
بكل فتى لا يستطار جنانه
إذا نوه الزحقان باسم قتيل
لنحمي مال الله من كل فاجر
أخي بطنة للطيبات أكول
فها هنا حلم مستقل عن حلم الخمر، ولكنه لا ينفك عن لازمة «النرجسي» المدلل لنفسه، ويكاد ينسى صاحبه - وهو من الساخرين - أنه عرضة للسخرية التي لا سخرية بعدها حين يتخيله القارئ نديما لخليفة لا يقبل منادمته بغير شرط، بل يشترط فيه «السواء ». ثم يشرئب إلى عزة أكبر من هذه العزة، فيزين له الحلم أنه قاطع سبيل مخيف؛ ليجمع الغنائم وينفق خمسها في سبيل الله، ويحرمه على الولاة ذوي البطنة الذين يأكلون الطيبات. ولا يغلط فيقول: ويشربون المحرمات. فمثل هذا الغلط من أبي نواس غير معقول حتى في الأحلام!
ونحسب أن الفارق قد اتضح من هذه الأمثال بين أنواع التفكير والإباحة، ولا سيما إباحة «الشخصية العاتية»، وإباحة «الشخصية النرجسية».
فالعاتي الذي يستبيح المحرمات يبطل التحريم والتحليل ولا يعرفهما، كما قال أبو الطيب في وصف الأسد:
في وحدة الرهبان إلا أنه
Página desconocida