وأوصى عليه أحد أصدقائه من الإنكليز فعين في سنة 1930 سكرتيرا عربيا للقنصلية البريطانية في جدة، ولكن الحياة في هذه المدينة القاحلة لم ترقه فغادرها.
ورجع إلى مصر، وعلق بغانية إيطالية فطلق زوجته، وكان له منها ولد اسمه عبد الفتاح وبنت اسمها سعاد، وتزوج صاحبته الإيطالية بعد أن أعلنت إسلامها.
واستخدم في شركة نترات الشيلي براتب أربعين جنيها.
ثم كان ما كان من أمر شركة الخضر، وكانت لعبة على المكشوف، مثل كثير من الشركات المالية التي تؤلف في مصر وغير مصر دون رأس مال، وتصيب مبلغا كبيرا أو صغيرا من النجاح.
نرجع بعد ذلك إلى ابن عمه، الذي ورثه المال، فقد اقترف جريمة لعشرين سنة خلت، وكان حسن عبده خضر حينذاك سكرتيرا لموريس بك فسهل له بحكم وظيفته الهرب من مصر.
وحفظ ابن عمه الجميل فورثه هذا الميراث الفخم الذي طرب له غير واحد من أصدقاء الوارث الجليل وعملائه ودائنيه وضامنيه.
ومن هؤلاء الضمان صديقنا الأستاذ أنطون يعقوب (مكاتب شركة إيتمو التلغرافية)، وكان يضمن الوارث في ثلاثين جنيها، وتنقلت الكمبيالة من البنك إلى المحامي إلى المحكمة فصارت قيمتها الآن 47 جنيها.
مئة وثمانون ألفا، قد تصل إلى المليون، تتبخر وتصبح صفرا مفردا ما دام السيد خضر من طلاب المجد ولو على مشنقة إذا كان الخبر صحيحا والمبلغ بالقدر الذي عدوه ولم تكن الرواية مختلفة من أولها إلى آخرها.
والآن ونحن أمام الأمر الواقع أحيي صاحب المئة والثمانين ألفا، وأناديه من راديو شكمبري مغنيا مع الآنسة بثينة: «مليكي أنا عبدك!»
الفصل العاشر
Página desconocida