قال التلميذ: أحسنت يا مولاي. إنك اليوم لفي طليعة المرشحين للكتابة في الصحب السيارة، وعلى رأس المقدمين للخوض في غمار السياسة المصرية. هكذا كتبوا، وعلى هذا دأبوا، ولهذا أقبلوا يعتذرون وفي هذه اللجاجة تنقضي عليهم الأيام والسنون.
فردد المعري قوله القديم:
ما خص مصرا وبأ وحدها
بل كائن في كل أرض وبأ
لكن هذا هو الطاعون الذي يحمد عنده كل وباء.
إلى المعرة يا بني فقد ختمنا المطاف، وشبعنا من المضيفين والأضياف.
وكان «كاتب هذه الأسطر» في محضر الفيلسوف فقال: إن أسوان تدعوك أن تجعل الأوبة من طريق الجنوب، وإن طالت المسالك واختلفت الدروب.
فدارت على لسان الفيلسوف نوبة الاستشهاد بكلامه القديم، وأجابه ببيت من لزومياته يذكر فيه أسوان إذ يقول:
أسوان أنت لأن الركب نيتهم
أسوان أي عذاب دون عيذاب؟!
Página desconocida