قالت جوليان: «إنه في الحادية والثلاثين من عمره، وأشك أنه رأى امرأة حبلى من قبل. فلم تلد أي امرأة منذ خمسة وعشرين عاما. لم يكن ذلك احتمالا واردا في ذهنه. وكذلك لم يكن واردا في أذهان العمال الوافدين الذين كنت أعمل معهم في المعسكر كذلك. لا أحد يعلم سوانا نحن الخمسة.»
قالت ميريام: «وجوليان عريضة الفخذين وحملها بارز لأعلى. ما كنت ستلاحظه أنت لولا أنك شعرت بحركة الجنين.»
قال ثيو في نفسه، إنهم إذن لم يأمنوا لجاسكوين، على الأقل لم يأتمنوه على أهم سر على الإطلاق. لم يعتقدوا أن جاسكوين أهل لأن يعرفه، ذلك الرجل الحازم البسيط المحترم الذي شعر ثيو في أول لقاء بينهم أنه بمثابة المرساة القوية التي تركن إليها الجماعة. لو كانوا وثقوا به، لامتثل للأوامر. ولما كان قام بالمحاولة التخريبية، ولا اعتقل.
قال رولف وكأنما يقرأ أفكاره: «كان ذلك لحمايته، ولحمايتنا. كلما قل عدد من يعرفون السر كان ذلك أفضل. كان لا بد من أن أخبر ميريام، بالطبع. فقد كنا بحاجة إلى مهاراتها. ثم أخبرت لوك لأن جوليان أرادته أن يعرف. لسبب يتعلق بكونه قسا، لإيمانها بخرافة ما، أو شيء من هذا القبيل. يفترض أن يجلب لنا الحظ الجيد. كان ذلك خلافا لمشورتي، لكنني أخبرته.»
قالت جوليان: «أنا من أخبرت لوك.»
خطر لثيو أن إحضاره إلى هنا كان أيضا خلافا لمشورة رولف على الأرجح. فجوليان أرادت أن تحضره، وقد كانوا يحاولون أن يمتثلوا لما تريد. لكن لا يمكن للمرء أن يغض الطرف عن ذلك السر بمجرد أن يطلع عليه. ربما ما زال بإمكانه أن يحاول التملص من المسئولية لكن ليس بإمكانه الآن أن يهرب مما عرفه.
للمرة الأولى ظهرت نبرة استعجال في صوت لوك. «لنهرب قبل أن يأتوا. يمكننا أن نستقل سيارتك. وبوسعنا أن نتابع حديثنا في الطريق. سيكون لديك متسع من الوقت والفرصة لأن تقنع جوليان بتغيير رأيها.»
قالت جوليان: «أرجوك تعال معنا يا ثيو. أرجوك ساعدنا.»
قال رولف بنفاد صبر: «ليس أمامه خيار آخر. فهو يعرف أكثر مما ينبغي. لا يمكننا أن ندعه يذهب الآن.»
نظر ثيو إلى جوليان. أراد أن يسألها: «أهذا هو الرجل الذي اخترته أنت والرب لإعادة تعمير العالم؟»
Página desconocida