A Glimpse of the Eloquence in Surah Yusuf in the Quran

Ahmad Mahmoud Al-Shawabkeh d. Unknown
65

A Glimpse of the Eloquence in Surah Yusuf in the Quran

غرر البيان من سورة يوسف ﵇ في القرآن

Editorial

دار الفاروق للنشر والتوزيع

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٣١ هـ - ٢٠١٠ م

Ubicación del editor

عمان

Géneros

كان مراعاةً لمعنى الجماعة، ومثله قوله تعالى: ﴿وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ ... (١٩)﴾، وأمَّا حذف التَّاء من ﴿وَقَالَ نِسْوَةٌ﴾ فلأنَّ الفعل المسند إلى جمع التَّكسير يجوز تجريده من التَّاء باعتبار الجمع. فإن قيل: فما دلالة تذكير الفعل أو تأنيثه مع الفاعل إذا كان الفاعل جمع تكسير؟! فالجواب أنَّ الفعل المجرَّد من التَّاء يدلُّ على القِلَّة، فقوله تعالى: ﴿وَقَالَ نِسْوَةٌ﴾ يدلَّ على قلَّة عدد النِّسوة اللّاتي اغتَبْنَ امرأة العزيز، أمَّا الفعل المقترن بالتَّاء، مثل قوله تعالى: ﴿قَالَتِ الْأَعْرَابُ﴾ [الحجرات] فإنَّه يدلُّ على الكثرة، فالأعراب كُثُر، والله تعالى أعلم. امرأة العزيز تُقِيمُ الحُجَّةَ على النِّسْوة ﴿فَلَمَّا سَمِعَتْ﴾ امرأةُ العزيز ﴿بِمَكْرِهِنَّ﴾ (^١) أي بعيبهنَّ إيَّاها واحتيالهنَّ في ذمِّها، وقد استُعِيرَ المكر للغِيبة لشبهها له في الخَفاء ﴿أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ﴾ تدعوهنَّ ضيوفًا عندها، ذريعة وحجَّة لتجمعَهنَّ بيُوسُفَ لينْظُرْنَ حُسْنَه وبهاءَه، فتقيم الحجَّة عليهنَّ، ويعذرنها، ولا يعُدْنَ ينتقدنها. وقبلْنَ الدَّعوة، وهيَّأت امرأةُ العزيز ﴿وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً﴾ (^٢) وفي الكلام محذوف تقديره: فلمَّا أتين قدَّمَتْ لهنَّ الثِّمار وأنواع الأطعمة ﴿وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا﴾ تعالج به الثِّمار أو الطَّعام، وبينما هنَّ منشغلات جاءَت يُوسُفَ ﴿وَقَالَتِ

(^١) المكرُ من العبد غشٌ وخديعة واحتيال، ومن الله تعالى بطش وانتقام، قال تعالى: ﴿وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (٥٠) فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ (٥١)﴾ [النَّمل] (^٢) المتكأ: ما اتكأت عليه لشراب، أو حديث، أو طعام.

1 / 68