38

A Day in the House of the Prophet

يوم في بيت الرسول

Editorial

دار القاسم

Géneros

كافي له ولا مؤوي» (١). وعن أبي قتادة: «إن النبي ﷺ كان إذا عرس (٢) بليل اضطجع على شقه الأيمن، وإذا عرس قبيل الصبح نصب ذراعه ووضع رأسه على كفه» (٣). ومع نعم الله ﷿ التي أغدقها علينا، تأمل أخي الحبيب في فراش سيد المرسلين وخاتم النبيين وأفضل الخلق أجمعين خير من وطأت قدمه الثرى. عن عائشة ﵂ قالت: «إنما كان فراش رسول الله ﷺ الذي ينام عليه من أدم حشوه ليف» (٤). ودخل عليه نفر من أصحابه ودخل عمر، فانحرف رسول الله ﷺ فلم ير عمر بين جنبيه وبين الشريط ثوبًا، وقد أثر الشريط بجنب رسول الله ﷺ فبكى عمر، فقال له النبي ﷺ: «ما يبكيك يا عمر»؟ قال: والله إلا أن أكون أعلم أنك أكرم على الله ﷿ من كسرى وقيصر، وهما يعبثان في الدنيا فيما يعبثان فيه، وأنت رسول الله بالمكان الذي أرى! فقال النبي ﷺ: «أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة»؟ قال عمر: بلى، قال: «فإنه كذلك» (٥).

(١) رواه مسلم. (٢) التعريس: نزول المسافر آخر الليل للنوم والراحة. (٣) رواه مسلم. (٤) رواه مسلم. (٥) رواه الإمام أحمد.

1 / 40